• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ظاهرةُ الانفصال النفسي والعاطفي بين الزوجين تُهَدِّدُ الحياةَ الزوجيّةَ بالانهيار الدوافعُ والآثارُ والعِلاجَات .
                          • الكاتب : مرتضى علي الحلي .

ظاهرةُ الانفصال النفسي والعاطفي بين الزوجين تُهَدِّدُ الحياةَ الزوجيّةَ بالانهيار الدوافعُ والآثارُ والعِلاجَات

  مِن المعلوم بداهةً وتجربةً أنَّ أوّل عوامل الارتباط بين الزوجين هو العامل النفسي والغريزي والعاطفي، وقد أشار إليه اللهُ تبارك وتعالى في قوله سبحانه: ((وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)) (الروم: 21).

 فالمودةّ والرحمةُ المجعولةُ إلهيّاً بين الزوجين هي محلّ الشاهد والربط المَكين بينهما، فإذا ما تعرّضت للتصدّع أو الفتور أو البرود فستؤثّر قطعاً على استمرار العلاقة أو تضعفها وتجعلها مُتذبذبة.
والانفصال النفسي أو العاطفي: هو حالة سلبيّة خفيّة غير مرئيّة تعتري القلب والمشاعر، بل وحتى السلوك تحدث بين الزوجين، وتُعرف من الآثار المُترتّبة عليها، والتي قد تستبع قراراتٍ ومواقفَ حاسمةً بينهما تنهي العلاقة الحميميّة فعلاً وسلوكا.
أهمّ دوافع الانفصال النفسي والعاطفي بين الزوجين: 
1- البرود والفتور في إعمال العلاقة التواديّة بين الزوجين وإهمالها طويلاً، بحيث يشعر أحدهما بعدم وجود المودة والرحمة بينهما قلباً ولفظاً وتطبيقاً.
2- غياب التعبير اللفظي والسلوكي عن مشاعر الحبّ والميل تجاه بعضهما بعضا، والحال أنَّ التعبير عن ذلك من مقوّمات العلاقة استمراراً وصلاحاً.
3- بسبب كثرة المشاكل وإهمال حلّها وعدم التحاور بهدوء وعقلانيّة بعيداً عن أساليب العنف اللفظي والجسمي تحدث الكراهيّة الخفيّة بينهما، والتي هي عامل مُدمّر لهما من حيث لا يشعران.
4- عدم وجود الثقة المتبادلة في نمطيّة التعايش الزوجي، واعتماد الكذب والتسويف يُسبِّبُ العزلة الروحيّة وتهوين الآخر معنويّاً واعتباريّاً.
5- الجهل وعدم المعرفة بأحكام الزواج وفق الشريعة الإسلاميّة السمحة والمُراعيّة للحقوق بينهما والمُلزمة للواجبات، أو التهاون في الالتزام بهما عمداً أو غفلةً أو تقصيرا.
6- الاختلاف في الوعي والثقافة وعدم التوافق القلبي والنفسي واقعاً، والاضطرار إلى قبول الآخر تحت مظلّة الإكراه الأسري والاجتماعي والقانوني.
7- تأثير عوامل الانفتاح الثقافي والحضاري والتكنولوجي والذي أثّر في طبيعة العلاقات الزوجية، نتيجة ما يطرحه الإعلام من مسلسلات غير أخلاقيّة وبرامج تستهدف الحياة الزوجيّة بحجّة الحريّة والمساواة وحقوق المرأة ومقالات وغير ذلك، والمقارنة بين وضع النفس الشخصي ووضع المرئي الافتراضي، وترتيب الخيارات وفق ذلك.
أبرز آثار الانفصال النفسي والعاطفي:
 يمكن اختصارها بحسب البيانات القانونية المعروفة باتخّاذ قرار الطلاق الشرعي والرسمي بين الزوجين، أو تفكّك الأسرة والإضرار بعضهما ببعض وحدوث مشاكل نفسيّة واجتماعيّة تحرمهما من العيش بأمان وبحبّ ورحمة وسلام.
بعض العلاجات والحلول:
1- تطويع النفس وبقناعة داخليّة قلبيّة وعقلانيّة بضرورة فهم الزوجين لبعضهما بعضا، والذهاب بذلك إلى آخر الطريق قبولاً وتعايشاً وقراراً.
2- اعتماد الحوار والأدب والهدوء في حلّ المشاكل الزوجيّة بينهما حصراً، أو الرجوع إلى أهليهما في التحكيم وفضّ الشقاق والنزاع بينهما وفق حكم الله سبحانه وتعاليم دينه.
3- إشعار الزوج زوجته بأهميّتها عنده عاطفيّاً وقلبيّاً والإنفاق عليها ومُراعاة متطلباتها الضروريّة والكماليّة بحسب القدرة، وكذلك الزوجة معنيّة بإظهار حبّها وتوددها لزوجها في المشاعر وفي السلوك وإيجاد جواذب ذلك في نفسها ولباسها ومنطقها وأسلوبها وتجنّب المنفرّات الجسميّة والسلوكيّة واللفظيّة.
4- التغاضي عن الأخطاء وتجاوزها بالعفو والنسيان، فكلّ تجربة تواجه إخفاقات وعثرات، والعاقل من يتّعظ بها خياراً وسلوكاً.
5- تجنّب التعامل الفضّ والغليظ مع الزوجة إذا ما أخفقت في أمر ما، ومداراتها بالإرشاد والنصح واللين، وكذلك ينبغي بالزوجة أن لا تكون مستبّدةً في بيت الزوجيّة أو أن تتعالى عن طاعة زوجها وتخالفه عناداً ولجاجا.
6- تقدير الوضع المعاشي لهما وتفهم الظروف الاقتصاديّة والقناعة والرضا والتدبير المنزلي.
7- حسن وصدق النيّات القلبيّة بين الزوجيّة أقوى عوامل حفظ المودّة والرحمة والحبّ بينهما، فلذا ينبغي الالتفات لذلك من حيث المشاعر والتطبيق.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=168165
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 05 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16