• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : شرح الفقرة رقم(6) من المعاهدة .
                          • الكاتب : محمد السمناوي .

شرح الفقرة رقم(6) من المعاهدة

 قوله( عليه السلام): (( ويحشر معك من قبرك كتاب ناطق ينطق بالحق يقول : إن هذا لا سبيل للفزع ولا للخوف ولا لمزلة الصراط ولا للعذاب عليه، ولا تموت إِلاَّ وأنت شهيد، وتكون حياتك ما حييت وأنت سعيد)).

     عندما يتوفى الإنسان المؤمن المواظب على دعاء العشرات فإن الله تعالى يحشر معه في قبره، بل من قبره، وهي صحيفة أعماله، حيث كانت محفوظة عند الله تعالى، وهي تنطق بالحق والصدق لما عمله في دار الدنيا من قراءته للأذكار والأدعيّة والأعمال الصالحة، وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الكتاب الناطق بقوله تعالى: ( وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)[سورة المؤمنون/ الآية: 62].

     وبذلك لا مجال للخوف والفزع والمزلة على الصراط ولا للعذاب لمثل هذا المؤمن أن يكون في تلك اللحظات، بل من آثار وبركات دعاء العشرات لا يموت قارئه على فراشه قط، وإنما يرزق الشهادة في سبيل الله تعالى، وتكون حياته حياة السعداء سواء في النشأة الدنيا أو الآخرى .

      وبعبارة أُخرى حفظ الأعمال على أهلها من خير أو شرٍّ، فهي مسجّلة بدقّة، والإيمان بهذه الحقيقة يشجّع الصالحين على القيام بأعمال الخير، وإجتناب الأعمال السيّئة.

     وتعبير (ينطق بالحقّ) الذي وصف صحيفة أعمال البشر تشبه القول: إنّ الرسالة الفلانيّة ذات تعبير واضح، أي: لا يحتاج إلى شرح. وكأنّها ناطقة بذاتها، فهي تُجلّي الحقيقة، وتبيّن أنّه لا ظلم ولا جور ولا غفلة يوم الحساب، فكلّ شيء في سجلٍّ معلوم(1).

المصادر

[1] الشيرازي؛ ناصر مكارم، تفسير الأمثل: ج 10، ص473.

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=168143
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 05 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28