• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قراءة انطباعية في بحث من بحوث مهرجان ربيع الشهادة الرابع عشر الموسوم بـ(القانون الإلهي والفتوى المباركة) للباحث الشيخ فضيل الجزائري .
                          • الكاتب : اسعد عبد الرزاق هاني .

قراءة انطباعية في بحث من بحوث مهرجان ربيع الشهادة الرابع عشر الموسوم بـ(القانون الإلهي والفتوى المباركة) للباحث الشيخ فضيل الجزائري

  نحتاج دائماً الى وضع بعض التعريفات التي تعطي لفهمنا مسحة من التأمل في علاقات بعض الظواهر مع مرتكزات الفهم القائم. وقد سعى الشيخ فضيل الجزائري في بحثه الموسوم (القانون الإلهي والفتوى المباركة) والذي قدمه في مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي الرابع عشر.

 فكان أساس فكرة هذا البحث، هو سؤال يتردد في ذهنية التواريخ، ومنها انطلقت الصلات الأخرى تحت يافطة الموقفة والرؤية، حيث كان سؤال فرعون الى نبي الله موسى (عليه السلام) هو: ما رب العالمين؟ فكان الجواب هوية ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه، ثم هداه: "قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى {49} قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى" (طه/50).
 فكان الجهد الإبداعي هو الحديث عن قوس الخلق، حيث لا وجود لإرادة أحد، والخلق شأن الهي.
 ويجد السيد الباحث أن "ثم هدى" تعني العون والكمال والتكامل: (قوس الهداية، قوس الشريعة، قوس القانون)، فقد هيأ الباحث لنفسه مادة حية فاعلة جديرة بالدراسة، يعرفنا فيها أن القانون الإلهي لا يخضع للقانون ومصدر القانون، وأولياء الله (عليهم السلام) هم متن القانون الشرط المستقيم حققوا جميع مقتضيات القانون، ونحن نخضع لهذا القانون ليكون التزاما في (قوس الهداية، قوس التكامل، قوس العود الى الله تعالى)، فتمنحنا التجربة قيمة تمثل توجهات البحث الى منحنى رواية؛ كون القانون يعينه الوعي والادراك، اختيار تكمن فيه الكرامة, تحريك الادراك ليعطي ماهية القانون، والالتزام يعني الإرادة نحو الخير.
 وعرف الشيخ الباحث القانون الإلهي بأنه من الأمور التكوينية الفاقدة الوعي، فحركة الشمس دون وعي او اختبار (هداية قهرية). يعمل الباحث على انساق الأفكار لينطلق من رؤية أن القانون الإلهي اذا خاطب الانسان الواعي والمدرك يكون بمسار القانون الطبيعي والقانون التشريعي.
 القانون الطبيعي نور يضعه الله تعالى بحكمته في قلب الانسان المدرك للخير والشر وفي هذه الجهات لا يحتاج الى الأنبياء، هذا الرأي قد ناقشه معه الشيخ محمد كنعان من لبنان وبين ان لا يمكن الاستغناء عن دور الأنبياء، فيرى السيد الباحث ان الاحتياج هنا لإثارة الإضاءة في قلب الانسان على اعتبار الوعي يدرك التكليف، واذا تجلى كما يرى السيد الباحث القانون الإلهي في قلب الانسان دون الأنبياء سمي بـ(المستقلات العقلية)، هنا ينفي الشيخ الباحث احتياج الانسان الى انبياء يثيرون دقائق العقول، حتى يعي الانسان بهذا التكليف الطبيعي حتى لو آمنا بما جاء، نرى ان اثارة العقول احتياج أيضاً، والشيخ الباحث يرى ان القانون الطبيعي هو نور اودعه الله تعالى في قلب الانسان، ليميز الخير عن الشر، فجزاء الاحسان إلا الاحسان قانون طبيعي وليس تشريعياً؛ لأن الاحسان يرد الاحسان بالإحسان.
 ويصل الشيخ الباحث الى ان للقانون الطبيعي دراسات دقيقة جدا في الغرب، درس ديننا والدراسات الدينية في الغرب، قاربت القانون الطبيعي بمحورية الله تعالى، وكانت تطابق مدرسة اهل البيت (عليهم السلام)، بمعنى ان القانون الطبيعي نور اودعه الله تعالى في قلب الانسان، واصل الانسان، بغض الطرف عن انتماءاته.
 ويتجلى القانون الإلهي في القانون التشريعي الاحكام الشرعية، ويرى السيد الباحث ان القانون الوضعي كلما اقترب الى القانون الطبيعي تناغم مع القانون الشرعي, يعرض الشيخ الباحث إشكالاً، يثير مسألة التفاعل الفكري، وتحتوي هذه الإشكالية على نوع المقاربة اذا قورنت بأصالة الانسان، يعده الباحث مصيبة، واذا قورنت بأصالة الله سبحانه وتعالى، فهنا القانون الطبيعي يقرب القانون الوضعي الى التشريعي، ويتم التناغم وجميع التجليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية كلها تبنى على القانون الطبيعي. الفتوى المباركة حركت شبابنا، لقد أوجدت شيئا جديدا في قلوب شبابنا، انه يحرك ذلك النور الذي اودعه الله تعالى في قلب الانسان.
 الفتوى تنتمي الى الحكم الشرعي، وضعت للشعب الصراط المستقيم، حددت له الغاية القدسية من تحركه. فالفتوى جعلت الناس يعيشون الغاية، فأثار البحث الكثير من الاثارة المحورية حول العديد من المفاهيم التي تتلخص بأن الإيمان المسبق في قلب الناس موجود قبل الفتوى، فبينت الرشاد.
 ولم يركز الباحث على الوضع المعنوي بعد الفتوى قد تغير، فما نفع الايمان في القلب اذا لم يترجم الى الواقع, الكوفة كانت مؤمنة بثورة الحسين (عليه السلام)، ولكنها لا تمتلك الإرادة وصناعة الإرادة وجود، فالفتوى الشرعية تنتمي الى القانون. 
 ويرى ان الفتوى أحدثت الوعي، وأن الوعي موجود عند الانسان قبل الفتوى، ويعني ان الفتوى صنعت الإرادة الإنسانية التي سعت بالوعي الى مدارج المواجهة، بحث سماحة الشيخ بحث فاعل ومثير، قدم الكثير في بحثه المبدع.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=167853
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 04 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28