• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : جاهلية السلطة .
                          • الكاتب : خالد الناهي .

جاهلية السلطة

لو راجعنا التاريخ عموما والعربي خصوصا,  لوجدنا الخلاف مع حاملى الرسالات السماوية، هو غالبا هو حول الزعامة والجاه.. فأغلب الاعتراضات كانت تتحدث، كيف لهذا الإنسان الفقير غير المعروف، او الذي يمتهن الزراعة او النجارة وماشابه من المهن البسيطة، يكون نبيا او وصيا علينا, ونحن اصحاب الجاه والمال، والعقل المفكر الذي جعل منا سادة القوم!
اي بعبارة اخرى لو نزل الوحي، على تاجر او رئيس قبيلة او شخصية ذات بعد اجتماعي، لم نكن لنعترض وكنا أول الداعمين.. بل ان كثيرا من الشخصيات لم تدخل الدين، الا حينما اعطيت منصب ومكانه تعتقد أنها تناسبها كما هي تظن!
ما يؤكد ذلك هو ما ذكره التاريخ، من أن أغلب الانحرافات، التي تأتي بعد وفاة الأنبياء والرسل، كانت من تلك الشخصيات، التي دخلت للدين كرها او طمعا.
ما يثير الدهشة أن هذا الانطباع لم يقتصر على الأغنياء وعلية القوم كما يسمونهم, إنما شمل حتى الفقراء, فكثير منهم يستكثر على نفسه، او على شخص بسيط مثله، أن يكون صاحب رسالة و يملك حلولا، تنتشله مما هو فيه من تخلف وفساد بسبب المتسلطين, لذا تراه يسخر من اي مبادرة او حل، يقدم من إنسان بسيط لا يمتلك عصا يضرب بها من يخالفه.
بل غالبا أن البسطاء، ينجذبون ويتبعون من يبطش بهم ويسلب حقهم, وفي كثير من الأحيان يجعلون من هذا الظالم رجلا لا يقهر.. ويؤلفون عنه الخرافات التي تعظم من شأنه, فيزرعون بذرة الخوف في فكر اطفالهم، ويعيدون عقولهم وايديهم بسلاسل عجز واستسلام، من المتعذر فكها إلا بالضرب.
إن هذا الفكر يتناقل عبر الأزمنة وكأنه حقيقة لا مفر منها, لذا تجده ينتقل من زمن إلى اخر، ومن مرحلة لأخرى..
وفي وقتنا الحالي ما عاشه العراقيين من رعب، منذ استلام البعث للسلطة وحتى سقوطه في 9 نيسان 2003 لا زال اثره موجودا لدى اغلب العراقيين من قادة وشعب، فتجد القائد يخشى ما يقدم له من حلول للمشاكل التي تعصف بالبلد, كونه يعتقد ان ذلك يسلب سلطته, والشعب غالبا ينظر الى تلك الحلول بأنها مجرد افكار يراد منها الكسب الشعبي, وان الشعب لا ينفعه الا سياسة البطش التي كانت يمارسها صدام..
لذا تجد من عاصر زمن صدام يقول العبارة الشهيرة (بزمن صدام كان القانون قوي) والحقيقة الواقعية، هي أن البطش كان شديدا وقويا والسلطة الظالمة كانت قوية وليس القانون.
بين الخشية على المنصب وتجهيل الشارع, كثير من الحلول طرحت لتذهب في مهب الريح, بسبب الجاهلية وبالخصوص جاهلية السلطة.. والا ما قدمه السيد عمار الحكيم، من حلول للخروج من الازمة السياسية، التي تعصف بالبلاد, لا يعيق تنفيذه سوى التعصب




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=167227
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 04 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18