• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : بروز صدرِ الفجر العاري .
                          • الكاتب : صلاح عبد المهدي الحلو .

بروز صدرِ الفجر العاري

من أجمل شهور السَّنة التي أحبُّها, شهرا شباط, وآذار, حيث نكهة المطر, وبروز صدرِ الفجر العاري من وراء غلالة الغيوم.
وأهوى شهر نيسان, حيث الصيفُ في إقبال وقد أسرجت خيول شمسه أشعَّة النُّور وألسنة النَّار, تُحرقُ بها ظَهْر النَّهار فتُلهبه شواظاً, وجنود الشتاء في إدبار تفرُّ بين يديه بثلوجها, وبَرْدِها وبَرَدِها.
ومن أشهر الصيف أعشق ليل أيلولٍ, ليل القوافي المسامرة للنجوم, وأُغرم بنهار تشرين حيث سطوع البيان في حراب اللسان, والخريف المدلَّل يتهادى بينهما, حيث تنتشر رائحة القِداح, وتعبق عطور البنفسج, والثيل يلبس رداء الخضرة من الألوان.
في هذه الأشهر يتبدَّل قلبُ المرءِ كما تتبدَّل ألوان الطبيعة, فيخضرَّ فيه قلب, وتفترع منه روح, وتتغيَّر عنده نظرة.
ويُقال :إنَّ الشتاء ربيع المؤمن, يصوم نهاره على قصره, ويقوم ليله على طوله.
وربيع قلب المؤمن القران,
وربيع المؤمن شبابه, فيه يقوى على طاعة, وبه يستطيل على عبادة.
وخريف العمر ثمالته, فعسى أن يسعف بالتوبة ما أسرف من الذنب, وأن يُعوّض بالحسنة ما أضاع بالسيئة.
والشتاء عهد الرجاء بلا عمل, والتمني بلا أمل, يُريد أن يصوم فتمنعه أمراض الكلى, ويتنفَّل فتحجره أوجاع المفاصل.
وكم من ربيعٍ مرَّ على الإنسان وخريف,
وكم من فرصةٍ وفرصة,
ولكنَّه لم يُخزِّنْ للشتاء.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=165772
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2022 / 03 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19