• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حوارية ( ٧٦) ما معنى لن يفترقا؟ .
                          • الكاتب : زاهر حسين العبدالله .

حوارية ( ٧٦) ما معنى لن يفترقا؟

 السلام عليكم كيف حالك يا أستاذ ؟

☝️السائل :
ما معنى *لن يفترقا* في حديث الثقلين ، وهل غيبة الحجة عجل الله فرجه تعني الافتراق؟

✋الجواب بسمه تعالى :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مقدمة :
كلام رسول الله صلى الله عليه وآله بنص القرآن الكريم هو وحي يوحى كما قال تعالى    ﴿وَما يَنطِقُ عَنِ الهَوى﴾(٣)﴿إِن هُوَ إِلّا وَحيٌ يوحى(٤)﴾ [النجم]
فإذا حملنا كلام النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله على معناه الحقيقي نقول
إن الله سبحانه وتعالى عادل حكيم ولايظلم عباده ومقتضى ذلك أن يجعل هداة يهدون بأمره ويعملون في الناس بحكمه وهم الأنبياء والمرسلون والأولياء والصالحون وفي زماننا هذا هم النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعترته الطاهرة يتقدمهم كلام الله سبحانه وتعالى المنزل على قلب المصطفى صلى الله عليه وآله والمبين له
كما قال تعالى (... وَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (١٢)) النحل.
ولكي يكون البيان قائما إلى أن تقوم الساعة لابد من وجود حجج على خلقه بعد نبيها الكريم ولذا قالها أرواحنا فداه : ( إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا:
كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. (١)
فيستحيل أن يفترقا مادامت السموات والأرض

☝️السائل : كيف لم يفترقا والحجة عليه السلام غائب عنا لا نرى شخصه المبارك أرواحنا فداه؟

✋الجواب :
ليس المراد هنا بالافتراق الافتراق السطحي بين المصحف المكتوب وهو القرآن الكريم وبين شخص المعصوم بل جوهر كلام الله وبيان أحكام المودعة في صدر أوليائه المسؤولين عن تبليغ أمته وبيان أحكامه لهم وهم بدورهم أكملوا الرسالة حتى حُرمنا اليوم من الوجود الظاهري لصاحب العصر والزمان ولا يعني أبداً أن هناك افتراقا بل ابتعاد رعاية وعين ناظرة منه عليه السلام حيث وجه الناس إلى نوابه العامين وهم مراجع الطائفة اليوم الذين كفلوا أيتام محمد وآل محمد فهو امتداد لجده المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في هداية الناس الذين شبههم بأنهم أيتام آل محمد وآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
فقد ورد أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : أشد من يتم اليتيم الذي انقطع عن أبيه، يتم يتيم انقطع عن إمامه ولا يقدر على الوصول إليه، ولا يدري كيف حكمه فيما يبتلي به من شرائع دينه، ألا فمن كان من شيعتنا عالما بعلومنا وهذا الجاهل بشريعتنا المنقطع عن مشاهدتنا يتيم في حجره، ألا فمن هداه وأرشده وعلمه شريعتنا كان معنا في الرفيق الأعلى.
وهناك شاهد آخر من سيد الشهداء عليه السلام
فقد روي عنه عليه السلام أنه قال:
من كفل لنا يتيما قطعته عنا محبتنا باستتارنا، فواساه من علومنا التي سقطت إليه حتى أرشده وهداه، قال الله عز وجل: أيها العبد الكريم المواسي أنا أولى بالكرم منك، اجعلوا له يا ملائكتي في الجنان بعدد كل حرف علمه ألف ألف قصر، وضموا إليها ما يليق بها من سائر النعم.
مصدر الحديثين (٢)

☝️السائل : وماهي أبرز علامة لنائب الحجة عليه السلام اليوم؟

✋الجواب:
بالإسناد عن موسى بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا. قيل: يا رسول الله ما دخولهم في الدنيا؟ قال: اتباع السلطان، فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم على أديانكم. (٣)

☝️السائل : وما جواب مولانا صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه لمن نأخذ أحكامنا منه في غيبته؟

✋الجواب : قد روي عنه في التوقيع المبارك
عن إسحاق بن يعقوب قال:
سألت محمد بن عثمان العمري أن يوصل لي كتابا قد سألت فيه عن مسائل أشكلت علي، فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان (عليه السلام): أما ما سألت عنه أرشدك الله وثبتك - إلى أن قال: - وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله. (٤)
وأجلى مصاديق رواة الحديث اليوم هم مراجع الطائفة حفظهم الله تعالى فما زالوا حصناً منيعاً لشيعة أهل البيت عليهم السلام وما زالوا مثبتين لقلوبهم ومعلميهم أحكام الله سبحانه وتعالى وزاهدين في الدنيا وصابرين على الأذى في جنب الله فجزاهم الله خير الجزاء.

☝️السائل : ماقصرت يا أستاذ إجابة موفقة
الله يعطيك العافية.

✋الجواب :
الله يعافيك يارب وأنت صاحب الفضل علي بتواضعك لسؤال مثلي وهذا من حسن ظنك أرجو من الله سبحانه أن يتولاني برحمته.


المصادر :
(١)وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي  ج ٢٧ ص ٣٤.
(٢)ميزان الحكمة - لمحمد الريشهري  ج ٤ ص ٣٧١٠.
(٣)بحار الأنوار - للعلامة المجلسي - ج ٢ -ص ٣٦.
(٤)وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج ٢٧ - الصفحة ١٤٠.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=163295
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 12 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20