قصيدتي التي قرأتها في مهرجان المربد الثاني عشر
لِمَ يَا أَبي أَخْفَيْتَ ذلكَ كُلَّهْ،
وَزَعْمْتَ أَنَّكَ كُنْتَ تَقْصُدُ حَمْلَهْ؟
...
كَيْفَ اصْطَفَاهُ الصَّمْتُ؟،
فَالْعَبَثُ الْعَقِيمُ اللَّا يُسَمَّى
لَيْسَ يَعْدِلُ نَعْلَهْ
...
لِمَ يَا أَبي؟ مَوْلَايَ،
فَانْفَجَرَ الثَّرَى:
هِيَ رِحْلَةٌ شَاخَتْ،
لِتَبْدَأَ رِحْلَةْ
...
أَبَتَاهُ لَا أُخْفِيكَ سِرّاً مَا يزَالُ
اللَّا يُسَرُّ.... يَسُبُّ مَاءَ الدِّجْلَةْ
...
هُوَ مَا يَزَالُ بِعُذْرِهِ مُتَأَبِّطاً
حَشَفَ الْمَعَاني كَيْ يُغِيظَ النَّخْلَةْ
...
مَزْمِزْ عَنَاقِيدَ الضِّفَافِ بِسَكْرَةٍ
لكِنْ أَعِدْ ،لُطْفاً،
إِلَيْنَا السَّلَةْ
...
لَمْ تَبْقَ في مَنْفَى الْخَرَائِطِ دَمْعَةٌ
فَمَتَى تَثُورُ دِمَاؤنَا الْمُحْتَلَّةْ؟
...
أَرْتَابُ مُذْ فَارَقْتُ صَوْتَ يَمَامَتي
مِمْنْ يُعِيرُ السَّهْلَ صَبْرَ التَّلَّةْ
...
لَا يُسْرَ تَحْمِلُهُ الْمَرَافِئُ قِصَّةً
تَرْسُو سَلَاماَ عِنْدَ دُمْيَةِ طِفْلَةْ
...
أَبَتَاهُ أَنَّ الْمَاءَ غَادَرَ أَمْسَهُ
وَنَحِيبهُ أَدْمَى انْتِظَارَ الشَّتْلَةْ
...
أُوصِيكَ قَالَ أَبي بِنَفْسِكَ،
فَانْسَهَا،
وَانْقُشْ بِجَبْهَةِ كُلِّ شَيْخٍ قُبْلَةْ
...
أُوصِيكَ أَنْ تُحْصي الثَّرَى،
تَتَفَقَّدَ الْقَصَبَ الطَّرُوبَ،
وَلَا تَكُنْ في غَفْلَةْ
...
أُوصِيكَ أَنْ...
فَتَفَتَّحَتْ في كُلِّ عُمْرٍ مِنْ وَصَايَاهُ النَّدِيَّةِ فُلَّةْ
...
كُنْ لِلْأَزِقَّةِ مَوْئِلاً،
حَتَّى الَّذي يأْبَى يَكُونُ لَكَ اضْطِرَاراً،
كُنْ لَهْ
...
هَذي تَجَاعِيدُ الثَّرَى،
آثَارُ مَنْ مَازَالَ يَسْكُبُ في الْأَزِقِّةِ عَدْلَهْ
...
قَدْ كَانَ يَبْتَكِرُ الظِّلَالَ بِزَنْدِهِ
والْآنَ لَحْنُ الْعُشْبِ يَعْزِفُ ظِلَّهْ
...
أَبَتَاهُ مَاتَ بِمَوْتِكِ النَّبَأُ الَّذي
أَفْتَى بِأَنَّ الْعِشْقَ فَوْقَ الْمِلَّةْ
...
لَا دَلْوَ يَقْتَرِحُ الْبَرَاعِمَ صِبْيَةً،
تَرْنُو لِكَفِّ فَتًى يُمَوْسِقُ حَقْلَهْ
...
لَا وَحْيَ يَنحَتُ بَيْدَراً،
لَا نَهْرَ، لَا....
وَفَسِيلَةٌ تَجْتَرُّ دَاءَ الْعُزْلَةْ
...
لَا بَوْحَ، لَا "حَمْدَان حَدِّرْ بُو بَلَمْ" *
وَالْأَجْوَدُ البِرْحِيُّ يُنْكِرُ حَفْلَهْ
...
صَوْتُ الْأَذَانِ،
إِذاً نُصَلِّي هَاهُنَا
فَأَبي هُنَا، وَأَبي نَديمُ الْقْبْلَةْ
...
البصرة في كانون الأول 2015
|