• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أَيُّها الآخَرُ إِنَّه أَناْ: .
                          • الكاتب : د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود .

أَيُّها الآخَرُ إِنَّه أَناْ:

 عندما نقرأُ الآخرَ بمرآةِ قولِ الإِمامِ عليٍّ (عليهِ السلامُ):
((قِيمةُ كلِّ امرِئٍ ما يُحسِنُ))

فإِنَّنا نقرِّرُ أَنه إِنسانٌ يرَىٰ إِذا كان يُحسِنُ الحِوارَ والخِطابَ ، والتعاملَ والجَوابَ ، والمبدَأَ والمآبَ ؛ لأَنَّه يرَىٰ للآخَرِ رأيَه الآخرَ.
ونُقرِّرُ أَنَّه إِنسانٌ أَعمىٰ إِذا كان يُحسِنُ السُّبابَ والشتيمةَ ، والخَرابَ والنميمةَ ، والافتراءَ والجريمةَ ؛ لأَنَّه لا يرى للآخَرِ رأيَه.

أَيُّها الآخرُ: أَناْ لكَ آخَرُ ؛ فلا تُمْلِ عليَّ ما ترَىٰ ؛ لأَنَّ عندي ما أَرَىٰ.

أَيُّها الآخرُ: لا تُعطِني مرآةً طبَعْتَ عليها وجهَكَ ؛ فوجهي هو الأَوْلىٰ بمرآتي.

أَيُّها الآخرُ: أَنْ تُحاوِرَ مُقترِحًا ومشاركًا أَجدىٰ لكَ كرامةً من أَنْ تُحاوِرَ متجاوِزًا وآمِرًا ؛ فاقتراحُكَ ومشاركتُكَ مَحِلُّ قراءتي أَقبَلُ أَو أَرفُضُ ، وتجاوزُكَ وأَمرُكَ مَحِلُّ مَساءَتي أَرفُضُ وأَرفُضُ.

أَيُّها الآخرُ: ذٰلكَ أَنتَ بعيدٌ صغيرٌ جدًّا بمَقامِكَ ولا تُريدُ الآخرَ ؛ فكيف بكَ لو صِرتَ ذا زعامةٍ بسلطةٍ كُبرى ؟ ماذا ستفعلُ بالآخرِ ؟!
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=159475
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 08 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19