تعد مدينة كربلاء المقدسة المدينة الأولى في العالم التي تستقبل أكثر مجموعة من الزوار خلال مدة زمنية محددة لا تتعدى الأسبوعين؛ وذلك في زيارة الأربعين(1)؛ ففي الزيارة في السنة التي تلت عام(2009م)، زادت عن سابقتها في عدد الزائرين، وهكذا عاماً بعد عام للزيارة نفسها، نستطيع الوصول إلى حقيقة ما قالته الحكومة المحلية للمحافظة والجهات شبه الرسمية فيها، عن تقديرات أعداد الزائرين لمدينة كربلاء المقدسة لموسم أربعينية عام(1433هـ)، فقد كانت الحصيلة الرسمية التي أُعلن عنها عند انتهاء الزيارة يوم(14/1/2012م)، تؤشر لتواجد حوالي (17) مليون زائر، بينهم حوالي (600) ألف زائر عربي وأجنبي، (ومن أكثر من60 بلداً في العالم) - وخلال مدة أسبوعين تقريباً هي مدة الزيارة -، وكما نشره موقع (شبكة الكفيل العالمية) في(20صفر1433هـ الموافق 14/1/2012م)، تحت عنوان (الناطق الرسمي للعتبة العباسية المقدسة: أرقام قياسية جديدة تسجلها زيارة الأربعين 1433هـ).
 كما إن معظم التقديرات المعتدلة التي سبقت الدراسة التي أعددناها في عام(2009م)، منذ أوائل عقد التسعينيات في القرن العشرين، لا تخالف الواقع إذا ما قارناها بالدراسة المذكورة، وتصاعد أعداد الزائرين سنوياً.
 ويبدو أن زيارة الأربعينية قد بدأت تصبح زيارة مليونية منذ أواسط القرن العشرين الميلادي، وهذا ما يمكن أن نستفيد منه في المقارنة مع ما قاله الدكتور عبد الجواد الكليدار في كتابه ( تاريخ كربلاء وحائر الحسين)، حيث بيّن أن عدد زائري الأربعينية بلغ قرابة المليون.
  إن مدينة كربلاء المقدسة هي الأولى في العالم من حيث عدد الزائرين لها سنوياً، إذا ما قُورنت بغيرها(2)، خاصة إذا ما أضفنا -لما سبق في زيارة الأربعينية- عدد من يدخلها في الزيارات الأخرى، فضلاً عن أعدادهم في ليالي وأيام الجمع -التي تبلغ مئات الآلاف أسبوعياً- وزائري الأيام العادية.
الهوامش
(1) مدة الزيارة الأربعينية بدأت بيوم واحد -هو العشرين من صفر من كل عام- وطوال المدة من(20صفر عام61هـ)  -عام استشهاد الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه في ملحمة الطف الخالدة- ولغاية أواسط القرن الرابع عشر الهجري -وربما لأحدث من ذلك– وانتهت في موسم أربعينية عام(1433هـ)  بأكثر من يوم، حتى تجاوزت الـ(12) يوماً.
(2) فبحسب الإحصائيات التي نشرها موقع (ويكبيديا) العربي عن أكثر البلدان والمواقع والمدن دخولاً للسُياح، وذلك على الرابط (سياحة http://ar.wikipedia.org/wiki/)، يذكر الرابط المذكور أن (ساحة التايمز) في نيويورك قد استقبلت عام(2007م) (35) مليون شخص، وعدها الموقع بتسلسل رقم واحد عالمياً كأشهر المعالم السياحية، في حين غفل نفس الموقع عن معلومة نشرها بنفسه في الصفحة الخاصة بكربلاء على الرابط (كربلاء http://ar.wikipedia.org/wiki/) ونصها:
 (عام ٢٠٠٩م زار كربلاء أكثر من(55) مليون مسلم، بينهم أكثر من ربع مليون من أكثر من(50) بلداً عربياً وأجنبياً)، ويبدو أن الموقع أخذ عدد الزائرين من إحصاءات (شبكة الكفيل العالمية)، أو مما صرحنا به لوسائل إعلام كثيرة -منها بعض الوكالات الأجنبية- عما قمنا به من تقديرات علمية من خلال الشبكة، إذ أن معلومات الموقع كنا نكتبها ونحرر أخبارها بأنفسنا، ويبدو أن موقع (ويكبيديا) ضمّن هذه المعلومة في طيّات صفحاته، مع تحوير بسيط، إذ أننا لم نذكر حينها بأن الـ(55 مليون) هم من المسلمين، بل إن فيهم من غير المسلمين أيضاً، ولم نقل أن (بينهم أكثر من ربع مليون من أكثر من(50) بلداً عربياً وأجنبياً)؛ لأن هذه الأحصائية خاصة بزيارة الأربعينية في العام(2009م) فقط، وليس بكل زوار العام كله، إذ أنهم يتجاوزون هذا الرقم بكثير.
والمعلومة التي ذكرناها -ونقلها موقع الـ(ويكبيديا) بتصرف منا- هي بلا شك تُشير إلى أن مركز مدينة كربلاء المقدسة هو من استقبل هذه الأعداد، وقلب المركز هو العتبتان المقدستان الحسينية والعباسية، كما إن معظم الزائرين قد مرّوا بـ(ساحة بين الحرمين) -التي تقع بينهما- وسط المدينة القديمة، وإلى ذلك أشارت إحصائياتنا السابقة.
 ونُشر خبر في الشبكة المذكورة بتأريخ( 20صفر 1432الموافق 25/1/2011م)، تحت عنوان (العتبة العباسية المقدسة: زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام سجلت أرقاماً قياسية غير مسبوقة في العالم وفي مجالات متعددة)، وذكر الخبر: (وفي مجال الأعداد السنوية للزائرين، فهناك رقم قياسي لم تسجِّلْه أي بقعة في العالم سوى العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية كأكثر بقعتين في العالم يردها زائرون خلال العام، حيث بلغوا عام(2010م) أكثر من (55) مليون زائر).
وبطرح الزيادات السنوية التي تحصل في عدد الزائرين، والرجوع إلى عام(2007م)، نصل إلى ما لا يقل عن(45- 48) مليون زائر جاءوا لكربلاء عام(2007م)، ودخلوا العتبتين المقدستين، وولج أكثرهم ساحة بين الحرمين.