• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الإمام الحُسَين (عليه السلام) منهجٌ وإعتبار مِن التطبيق الشعائري إلى التطبيق الحياتي الجزء الثاني  .
                          • الكاتب : مرتضى علي الحلي .

الإمام الحُسَين (عليه السلام) منهجٌ وإعتبار مِن التطبيق الشعائري إلى التطبيق الحياتي الجزء الثاني 

يجب علينا كمؤمنين بالإمام الحسين (ع) أن نجد في أنفسنا ومجتمعنا ما نوجده إنفعالاً أو إمتثالاً في الشعائر الحسينية من ممارسات: كالبكاء مثلاً، حيث إنه ممكن أن يكون نقطة إصلاح وعودة إلى الفطرة والأنسنة واللطف، وتجنباً لقسوة السلوك والقلب والموقف... وكذا ممارسة الزيارة والمشي إلى المعصوم (ع)، فهي الأخرى ممكن أن تجسّد طريقاً في التوبة والرجوع إلى المعصوم إعتقاداً وتأسيّاً، وكل شعيرة شعيرة يمكن لها أن تنعكس تطبيقاً صالحاً إلى واقع ينتظرنا أو ننتظره؛ إذ المهم في تعاطينا مع ما نعتقد به من حقّانية وهدفيّة النهضة الحسينية هو إنتهاج نهج المُعاصرة والتوظيف والإعتبار... وهذا هو الحلّ والجواب الذي كان قد انتظره وينتظره الإمام الحسين (ع) منّا في وقتٍ قد طرح فيه تنبيهاته وإستفهاماته المفتوحة تقريراً وبياناً. كقوله (ع): (ألا ترَون إلى الحق لا يُعمل به وإلى الباطل لا يُتناهى عنه)، أو كقوله (ع): (إنَّ هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن، وأظهروا الفساد وعطلوا الحدود واستأثروا بالفيء، وأحلوا حرامَ الله وحرموا حلاله) (تأريخ الطبري: ج4/ص304).
 إنَّ الذي يُريد أن يكون إنساناً حسينياً بمعنى الكلمة ولو بالمقدور عليه، أن يجد حلاً وجواباً لكل إستفهام أو تنبيه نبّه عليه الإمام الحسين (ع)، وهذا الحلّ والجواب ممكن أن يجده الجاد والصادق في العمل بالحق واجتناب الباطل، وعدم طاعة الشيطان والالتزام بطاعة الله تعالى ورسوله (ص) والمعصومين (ع) من بعده، ودفع الفساد عن ذاته ومجتمعه ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، والعمل بأحكام شريعة الإسلام، والتعبُّد بحلال الله وتجنب حرامه.
هذا وأجدر بنا أن ننتبه إلى عقيدتنا بالإمام المهدي (ع)، إذ أنها العقيدة المُعاصرة والحقّة، حيث يجب أن ندرك قيمة وحكمة ما نعتقد به إيماناً وانتظارا.
وهذا الإنتباه الجدير يتلخّص في ضرورة المعرفة والإعداد لكل توقع مُحتمل تحققه، وأعني إمكان ظهور وقيام الإمام المهدي (ع) وبإذن الله تعالى ليبسط العدل والحق والدين والنظام والأمن والصلاح والإصلاح تطبيقاً في الأرض مطلقاً. فمن جملة ما يجب أن نستقيه من نهضة الإمام الحسين (ع) هو تحديد الموقف الناصر والصالح تجاه إمام الزمان المهدي (عج)؛ ذلك كون الخذلان للمعصوم كان السمة البارزة في صلب أحداث النهضة آنذاك.
 هذا ما صرّح به الإمام الحسين (ع) في قولاته الشريفة: (ألا إنِّي زاحفٌ بهذه الأسرة مع قلة العدد وكثرة العدو وخذلان الناصر) (مثير الأحزان: ابن نما الحلي/ ص40). من هنا يكون الخروج بنتيجة من تطبيق الشعائر الحسينية إلى التطبيق الحياتي هدفاً حسينياً يؤسِّس في إمكانه الوقوعي والفعلي لكلّ ما يصب في التمهيد والتعجيل لفرج إمامنا المهدي (ع).




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=159049
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 08 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20