• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : سلبيات ثقافة الإقصاء .
                          • الكاتب : علي حسين عبيد .

سلبيات ثقافة الإقصاء

  من سمات وصفات المثقف الاقصائي، أنه لا يثق بغيره إلا ما ندر، وأنه ينظر للآخر كنِدٍّ سلبي يهدد مصالحه دائماً، كما أنه يعاني من تضخّم ذاتي مريض، وبهذا تتولد لديه نزعة إقصائية ذات طابع إستباقي، يلجأ إليها في التعامل مع الجميع، حتى مع أولئك الذين لا يشكلون خطراً مفترضاً عليه، ولا يحملون نوايا سيئة تجاهه أو تجاه غيره، والمشكلة أن هذا النوع من المثقفين العاملين في ميدان الثقافة، تتشكل شخصياتهم بطريقة مزدوجة ومتناقضة، فهو من جهة متضخم الذات متعال إقصائي، ومن جهة أخرى وصولي نمّام ومتزلف لمن يرأسه إدارياً أو سوى ذلك، هذا التناقض السلوكي قد يحمي المثقف الاقصائي من السقوط في مساوئ أفكاره وأفعاله، ولكن لن يدوم ذلك طويلاً.

ومن الملاحظ أن حضور سمة الاقصاء يتضاعف في المجتمعات القلقة، وأن تأثيرها يتزايد في الشعوب التي لا تزال تقبع في دوائر الجهل والحرمان، ومرد ذلك كله ثقافة الإقصاء التي ترتكز على مثقفين مرضى، لايمكنهم ممارسة فعلهم الثقافي من دون أن يستخدموا حرب الإقصاء ضد الجميع، حتى لو كانوا بلا خطر عليهم..! وبهذا غالباً ما يتميز المثقف الاقصائي بالعمل الفردي؛ كونه ينزعج ويضجر من الفعل التشاركي، ويمقت العمل الجمعي كلياً؛ بسبب طبيعته النفسية الميّالة الى الغطرسة وحبّ الذات، ويبقى المطلوب ممن يعنيهم أمر الثقافة وهم كثر، أن لا يسمحوا بتسلل مثل هؤلاء الى ميدان العمل الثقافي المؤسساتي أو سواه، ليس حرصاً على الثقافة وحدها، إنما على ميادين الحياة مجتمعة.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=158985
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 08 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18