• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الموازنة الحرجة بين خيمة الوالدين وعشِّ الزوجية! الجزء الثاني .
                          • الكاتب : د . نضير الخزرجي .

الموازنة الحرجة بين خيمة الوالدين وعشِّ الزوجية! الجزء الثاني

 للوالدين حقوق في رقبة الأبناء كما هي في رقبة الوالدين، وضعها آية الله الكرباسي في(75) حكماً مع(61) تعليقاً لآية الله الغديري، وكلها تنحصر في مفردة الإحسان وطلب رضاهما، فضلاً عن عدم الإضرار بهما، كما إنَّ الوالدين في المفهوم الإسلامي لا ينحصر بالأم والأب المباشرين فهو عام يشمل (الأجداد والجدات من الطرفين الأب والأم فأب الأب وأمه وأب الأم وأمها هما من الأجداد والجدات، وجميعهم كانوا ممن ولدوا الآباء والأمهات).

ولا ينصرفنَّ الذهن إلى أن اقتران عبادة الرب بالإحسان إلى المربوبين من الوالدين قاعدة ليست أبدية، وإن عراها تنفصم إذا كان أحد الوالدين أو كلاهما شطَّ عن الدين والملة، من هنا يرى الفقيه الكرباسي أنه: (إذا كان أحد الوالدين خارجَين عن الملّة فلا تسقط واجبات الأولاد تجاههما)، كما أن: (على الأولاد زيارة الوالدين حتى وإن بقيا على الكفر، إلا إذا رفضا استقبالهم).
صفحات مطوية
بيد أنَّ الإحسان إلى الوالدين ليس كتاباً مفتوحاً على آخره، فهناك صفحات على الولد (ذكراً أو أنثى) طيها وعدم الوقوف عندها من قبيل: (إذا كان طلب الوالدين غير مشروع، فلا يجوز الاستجابة، كما لو طلبا شراء الخمر لهما) كما: (إذا طلب أحد الوالدين ترك  بعض الواجبات من الأولاد، كأن يطلب أحدهما أن تخلع البنت حجابها، أو أن يحلق الابن لحيته، لا يجوز اتِّباعهما وتلبية طلبهما).
 وقد تذهب العاطفة أو الغضب بالوالدين أو أحدهما للضغط على الابن أو البنت بما فيه خراب البيت مثل أن: (يطلب أحد الوالدين أو كلاهما من الابن طلاق زوجته لعدم ارتياحهما من الكنَّة، فلا يصح أن يقوم الابن بإطاعة الوالدين بحجة أن طاعة الوالدين واجبة، وأنهما يعقانه إن لم يطلق زوجته).
 ومن الأمور الباعثة على غضب السماء حظر الأبناء دون تجديد الحياة الزوجية لأحد الوالدين: (فلو أنّ الابن قام بمنع والدته من الزواج بعد وفاة أبيه وهي راغبة في ذلك، فإن ذلك يؤذيها بالطبع فهذا لا شك بحرمته)، وفي اعتقادي أن من الإحسان إلى الوالدين هو السعي لتزويج أحدهما إذا فقد القرين لسبب أو لآخر؛ لأن الأب إذا فقد زوجته فإن الأبناء أو الكنَّة لا يشكلون بديلاً عن الوحدة التي يعيشها، فهو بحاجة إلى من يأنس إليها إلا إذا ارتضى لنفسه الوحدة، والأمر ينسحب على الأم أيضاً، وإن كانت الأخيرة -كما دلت التجارب- أكثر صبراً وأحرص على البقاء أرملة لرعاية الأبناء والأحفاد، إلا أن الأرملة بوجود الأبناء تعتصم بالصمت في كثير من الأحيان، ولا تفصح عن رغبتها، فينبغي فيما أرى من واقع التجربة الحياتية أن على الأبناء أن يمهدوا السبيل لزواج الأب الأرمل أو المطلق وكذا الأم الأرملة أو المطلقة، وأن لا يقفوا حجر عثرة أمام سنّة الحياة في تجديد فراش الزوجية، ما بلغ عمر الزوجين مبلغاً.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=158953
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 08 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19