• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : عليٌّ في القرآن ( 1 ) .
                          • الكاتب : الشيخ نهاد الفياض .

عليٌّ في القرآن ( 1 )

 بسم الله الرحمن الرحيم

▪️من الحقائق التي يقرُّ بها جملة من علماء المسلمين هي القراءات السبعة أو العشرة للقرآن الكريم، وأنَّ القول بها لا يُعدُّ من القول بتحريف القرآن الكريم، ولذلك فلو ترجَّحتْ للباحثِ إحدى القراءات دون غيرها، فلا يصحُّ التشنيع عليه بالقول بالتحريف لكتاب الله تعالى، وإلَّا فهو الكيل بمكيالين، كما لا يخفى.

▪️إذا بان هذا الأمر، فلنا وقفةٌ مع آيةٍ من آيات الله تعالى، أَلا وهي قوله سبحانه في سورة الحجر المباركة: ﴿ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ ﴾، وذلك بسبب دلالتها على التصريح باسم سيِّدنا ومولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، كما سوف يتَّضح إنْ شاء الله تعالى.

▪️أقول: ذهب جملة من مفسِّري العامة ـ بل لعلَّه المشهور عندهم ـ إلى تفسير قوله تعالى:( عليَّ ) بمعنى( إليَّ )، وهو تفسير يخالف الذوق العربي تماماً، وذلك فيما لو لا حظنا سياق الآيات التي احتفَّت بها، إذ الظاهر من سياق الآيات المباركة أنها في صددِ بيان طريقين اثنين، طريق للشيطان، وآخر للرحمن.

 ▪️وعليه، يكون التفسير بـ ( إليَّ ) لبيان الغاية والرجوع إلى الله تعالى، والحال أنَّ الآية في صددِ بيان الجهة والطريق، دون المآل والمصير، مما يُنبِّه على خطأِ هذا التفسير، وعدم انسجامه مع السياق القرآني.  

▪️قال تعالى: ﴿قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ . إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمخْلَصِينَ . قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ . إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ . وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ﴾(1). 

▪️وللكلام تتمة إنْ شاء الله تعالى.

✍️بقلم: الشيخ نُهاد الفيَّاض
    النَّجف الأَشرف ١٤٤٢هج
ـــــــــــــــــــــــــ
(1) القرآن الكريم، سورة الحجر، الآيات:39 ـ 43.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=158946
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 08 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28