• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : دور البُترية في القضية المهدوية. .
                          • الكاتب : الشيخ نهاد الفياض .

دور البُترية في القضية المهدوية.

 بعد أنْ عرفنا أنَّ المنهج البُتري يعتريه خلل عقدي في جانب الولاية والبراءة، لذلك من الطبيعي أنْ نشاهد دورهم السلبي في القضية المهدوية القائمة على أساس الولاية والبراءة، كما لا يخفى.

▪️فقد روي في دلائل الإمامة بسنده عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: سألته، متى يقوم قائمكم ... ويسير إلى الكوفة، فيخرج منها ستة عشر ألفاً من البُترية، شاكين في السلاح، قرَّاء القرآن، فقهاء في الدين، قد قرحوا جباههم، وشمروا ثيابهم، وعمَّهم النفاق، وكلهم يقولون: يا بن فاطمة، ارجع لا حاجة لنا فيك. فيضع السيف فيهم على ظهر النجف عشية الاثنين من العصر إلى العشاء، فيقتلهم أسرع من جزر جزور، فلا يفوت منهم رجل، ولا يصاب من أصحابه أحد، دماؤهم قربان إلى الله(1).

▪️وفي مكارم أخلاق النبي والأئمَّة للراوندي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثمَّ يخرج إلى ناحية الكوفة، فيستقبل منها من القرى أربعة آلاف سيف، شعارهم: يا لثارات الأوَّل والثاني، فيقولون: يا ولد فاطمة عليها السلام لا نريدكم. فيضع فيهم السيف فلا يبقى منهم أحداً(2).

▪️استنتاج.

▪️ولنا أنْ نستنتج من جميع ما تقدَّم الأمور الآتية:

1ـ إنَّ التجمُّع الجغرافي الأساسي للفرقة البُترية هو بعض النواحي لمدينة الكوفة العراقية.

2ـ إنَّ أعداد البُترية يومذاك لا يُستهان به، حيث يصل إلى ( 16) ألف مقاتل أو (4) آلاف مقاتل. ولعلَّ هذا التفاوت ناظر إلى المجموع تارة وإلى القادة والأمراء تارة أُخرى، والله العالم.

3ـ إنَّ المظهر الخارجي للبُترية هو التديُّن،  والتفقه ، وقراءة القرآن ، وتقريح الجباه ، وتشمير الثياب، وغيرها من مظاهر الصلاح.

4ـ إنَّ الفرقة البُترية من أصناف ( المنافقين ) الذين يظهرون التشيع لأهل البيت ويبطنون الخلاف لهم .

5ـ إنَّ الفرقة البُترية ـ في حقيقة الأمر ـ من الفرق المعادية لأهل البيت عليهم السلام الموالية لأعدائهم، ولذلك نشاهد شعاراتهم الرافضة للإمام المهدي عليه السلام والمؤيدة لأعدائه.

6ـ إنَّ النتيجة النهائية للفرقة البُترية هو القتل والموت على يدي الصاحب صلوات الله عليه، ومن ثمَّ الخلود في جهنم وبئس المصير.

7ـ إنَّ الواجب علينا جميعاً ـ الآن ـ هو  الانتباه والحذر من الشخصيات التي تمتلك بعض صفات الفرقة البُترية ،  وعدم الاغترار بهم مهما على شأنهم وارتفع صيتهم، خشية الانزلاق في أفكارهم الفاسدة وعقائدهم المنحرفة.

▪️نسأل الله تعالى أنْ يعرِّفنا الحق ويرزقنا اتباعه، ويعرِّفنا الباطل ويرزقنا اجتنابه، والحمد لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على محمَّد وآله الطاهرين.

 
 
ــــــــــــــ 
(1) دلائل الإمامة ص455، مؤسسة البعثة.
(2) مكارم أخلاق النبي والأئمَّة ص387، العتبة العباسية المقدَّسة.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=158872
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 08 / 03
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29