• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : قراءة في مجموعة (نسمات كربلائية)  للشاعر موسى جعفر المعمار .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

قراءة في مجموعة (نسمات كربلائية)  للشاعر موسى جعفر المعمار

  لابد من دراسة القصيدة من الداخل النصي، والتركيز على بنى الاشتغال للوصول الى تعامل نصي منصف، يكشف وظيفة كل مستوى من المستويات المتمظهرة في المنجز، ولهذا نجد أن الشاعر المعمار قد ارتكز على أسلوبية السرد، واهتم بجمالياته عبر محتواه المرجعي التاريخي، بعدما قدم لنا العديد من الأنواع الشعرية: كالقريض العمودي والمنبري ذي اللهجة العامية والمزج بينهما: كمحاولة لرسم معالم الشعر الملمع، سبع وثلاثون قصيدة مسهبة التفاصيل من المحكي الاخباري بلغة مباشرة توضيحية، وهذا ما يدفع النص إلى التخاطب مع الرموز المقدسة خطاباً مباشراً عبر ياءات النداء، مثل: (يا أول الخلق إيماناً، يا بنت من أرعب الكفار، يا ضيغم الطف، يا مالك العهد، يا مبعث النور) 
(يا جابر الضلع، يا ساقي العيال، ويا صائن العهد، يا موفي الوصيات) ص12 
أو نجده يأخذنا إلى عوالم التخاطب المباشر مع الرموز المقدسة، عبر ذكر الأسماء والألقاب والكنى، وكأنه يسعى إلى الانصهار في تلك القدسية: كعامل نفسي يهيء له الولوج إلى عوالم الحدث: 
(إليك أبا الزهراء عادت وديعة...
 لتشكو مصاباً حل فيها وأضلع 
لا يحلو لي عيش بفقدك لحظة 
لا والذي سمك السماء وأرفع) ص18 
أو نجده يتخاطب مع رموزه عبر الضمائر المتصلة والمنفصلة: ندعوك، نناديك، نسجت، ملكت... 
(اللوح والعرش والأفلاك قد سعدوا 
 واحمر كالدم من حزن محياكا) ص19
المساحة السردية العريضة مكنته من تمجيد رموزه، بما يتواءم مع الخطاب الدلالي، وتمكين قدرة استيعاب الأحداث في القصيدة: كمقتل الحسين، ومقتل العباس، ومولد الإمام علي (ع) في الكعبة، ومعجزة رد الشمس: 
(والشمس قد عادت تنير لحيدر 
 كي يتلو ذكر الله شكراً يركع) 
استطاعت شعرية الشاعر المعمار أن تقدم تجربة وصفية كبيرة، تجمع أكثر من واقع، واقع النص، والواقع التاريخي، والواقع المعاصر، مع سعة ارتباطاته بالتاريخ المقدس، لخلق حالة التواصل الفكري الروحي، سمات الهوية المتفردة في كل معطيات النشأة التكوينية، ففي قصيدة شعبية تحدث عن أحداث جسر الأئمة، وما جرى لزوار الإمامين الكاظم والجواد (ع): 
(هالحثالات النواصب نقضوا عهود الوصية 
من السقيفة الجور اجونه الكربله والكاظمية 
ذبح وسجون وتآمر والمشانق عالهوية) ص29 
أراد الشاعر من خلال مجموعته الشعرية أن يثبت ولاءه، ويوثق أعماق الشعور، فالشعر لديه يتخلق كقدرة يقينية قريبة من المتلقي؛ كونه يحكي ويؤكد بفضاء سردي مفتوح وسلس، يقصده لاشتغالات أسلوبية استعارية وتشبيهية... نبارك للشاعر موسى المعمار منجزه المبارك.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=158817
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 08 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28