• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أمة أنكرت الولاية .. فمزقتها الغواية . .
                          • الكاتب : محمد علي مزهر شعبان .

أمة أنكرت الولاية .. فمزقتها الغواية .

 أي جنيات حمل ابن عبد المطلب وبنت اسد، ليمتخض منهما جبل الارادة والعدل والشجاعة والبلاغة، ليسمو في معالي الانسانية، وتكون مهمته في الحكم جليلة تهون أمامها الجلائل العظام، وتتضائل كبريات المهام، بعزمك واقدامك . كنت مبعث جديد في امة لم تدركك، حين لممت الصدوع والشدوخ، ورتقت الخروق والفتوق، في أمة غاصت بالعصبيات،ومايزت البشر بالالوان والاحساب . قدمت لتبني لهم مدينة فاضله، ومسالك عادلة، على انقاض ذلك الوحش الرابض في الانفس، في حب الذات واستلذاذ محكوم بالشهوات، وضمير غرق في المتاهات . هل ادراكك لهذه المهمة، منحة واختيار، ام أنك من صمم هذا الانسان عقلا وفكر وجسدا، وأصاغه بارادة ذاتيه ؟ نعم خياررباني ، لمن يستطيع ان يتحمل أعباءها واعجازها وهو اهل لها . حين ابتدأت بالاسئلة الكبرى في ماهية وجود الانسان، فمنحتك الاجوبة تلك القدرة التي استحالة على ان يملك معشارها الاخرون. هل عرفت البشرية عقلا بوزن الكون دقة ورؤية مدركة ؟ أي علم سعته أدركت كل نواحيها ومختلف مشاربها ؟ أي بلاغة بلغت ووسمت لتنحت للبشرية ارقى صور الفيلسوف في ماهية اسباب الخلق ؟ أي شجاعة بلغت وكأن ساحة الوغى هي ليست حربا تتهاوى في حقلها الرؤوس، وتتناثرالاجساد، انما هي كفاح وفسحة في ساحة الحق قصاد الباطل. شجاعتك ليست ادعاء  غاضب او حاقد، انما يسبقها الرجاء في ان يمضي الاخر مسلك جادة الحق، حتى بهرت بعزيمتك، صفاء ونقاء سجيتك من الحنان والرقة، فكنت تعزف عن نصر مسلح يجر وراءه احقادا ترسخ في قلوب غرماءك، تتوسم الصبر وترجو العدول، وتتوخى الحذر إلا ما استباح وانذر؟  يابن هاشم الثريد كانت غايتك ان تنتصر على النفوس الضالة، والاهواء التي طبع في ديادنها، استعباد واذلال واستباحت البشر. 

ايها العظيم لبيت دعوة نبيك ص، فسرتما سوية في مشاق درب طويل، حميل لحميل، خليل لخليل، فكشفتم الغمة وخضتم غمار ثورة في حياة تأصل فيها الكثير من قتل ووحشية وعبودية واسترقاق وفقر وهمجية ووأد طفولة وسطوة ارستقراطية وغالبية امعن الفقر فيها . رحلة شاقه جذبتم فيها المهمشين والمستعبدين كأقوى ما يجذب العقول ويأنس النفوس ويعيد الامل بماهية ان يحيا الانسان من اجل فكر وعقيدة ترتقي به الى مفاد الاسباب التي خلق من أجلها . خلال الرحلة تعلق بكما وما اصطحبتم بين مسلم ومستسلم، والاثنان في غاية ما دفن في سرائرهم، احدهما نحو الخلاص.. والاخر كان الامر له لابد ولا مناص . اذ اكتسح التيار الشعبي تجار الاوثان وكسيل هادر تدخل الناس افواجا تساوى فيه العبد والمستعبد .لم تبهرك زخارف الدنيا ومالها وتغريك بأحوالها، انت لم تطلقها طلاق المفارق، ولم تستقبلها استقبال المعانق، وتعرف زينتها المال، ولكن يستوحشك من هو في اقاصيها ولا يملك تلك الزينه، فاتحدت روحك مع العدل والتساوق مع اضعف وافقر رعيتك . فواسيت كراع تحسس جوع وفقر وبرد وحر رعيته. لم تقبلها أميرا بل مشيرا، رفضتها رغم أحقيتها لما حملت من فضائل.

رحلة طويلة ابا الحسن، صفحتها ناصعة لم يشوهها غبار وعاظ السلاطين، كنت جليلا عند المؤمنين، لم يكن لاحد فيك مهمز ولا لقائل فيك مهمز، ولا لاحد فيك مطمع، ولا لاحد عندك هواده. الضعيف الذليل عندك قوي عزيز حتى تاخذ له الحق، والقوي العزيز عندك ضعيف ذليل حتى تاخذ منه الحق، والقريب والبعيد عندك سواء شانك الحق والصدق والرفق، وقولك حكم وحتم، وامرك حلم وحزم، ورايك علم وعزم، فيما فعلت، وقد نهج بك السبيل وسهل بك العسير واطفئت بك النيران واعتدلت بك الموازين. ولانك ذو عفو وشمائل كريمه من اصلك، وتدرك ان الظافر الغافر لافضل من العادل الظافر، هي تلك سجيتك من صلب الباحث عن الحقيقة، تستقبل العقوق بالبر، والشر بالخير، والاساءة بالاحسان، فأنت لا يرهبك موعد النار لانك لم تقترب من المؤديات اليها، ولا يأخذك لسان الطمع في الجنة، لان جنتك هي ارثك السلوكي والعمل المنتج في حياتك قبل مماتك، والجنة موعدها ليس لاولئك الطامعين في دخولها كثمن مؤخر، انما وجدت ربك اهلا للعبادة فكان خيارك. هاهي الاثار تحفر في وجودنا المشتت الممزق المتقاتل . حين تعمى البصيرة فتاهوا في مسالك التعنت، حين خلع الحق ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه ) فضاعت الولاية وتسربت من النفوس الهداية .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=158695
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 07 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28