• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : وقفاتٌ قيَميّةٌ مع نصوص الإمام الحُسَين (ع) في نهضتهِ الشريفة الحلقة الأولى  .
                          • الكاتب : مرتضى علي الحلي .

وقفاتٌ قيَميّةٌ مع نصوص الإمام الحُسَين (ع) في نهضتهِ الشريفة الحلقة الأولى 

 القسم الأول:
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله المعصومين، وسلامٌ على الإمام الحسين (ع) في العالمين..
لما جاء كتاب مسلم بن عقيل إلى الإمام الحسين(ع) عزم على الخروج، فجمع أصحابَه في الليلة الثامنة من ذي الحجة لسنة(60)للهجرة، فخطبهم فقال: (الحمدُ لله وما شاء الله ولا قوة إلا بالله، خُطَّ الموتُ على ولدِ آدم مَخط القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخِيرَ لي مصرعٌ أنا لاقيه، فكأني بأوصالي تُقطّعُها عُسلانُ الفلوات بين النواويس وكربلا فيملأن مني أكراشاً جوفاً وأجربة سغبا، لا محيص عن يوم خُطّ بالقلم رضاء الله رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ويوفينا أجور الصابرين، ولن تشذّ عن رسول الله (ص) لُحمَتُه (يقصد (ع) نفسه الشريفة وأهل بيته(ع))، وهي مجموعةٌ في حظيرة القدس، تقرُّ بهم عينه وينجز بهم وعده، فمن كان باذلاً فينا مُهجته، مُوطنا على لقاء الله نفسه، فليرحل معنا، فإني راحلٌ مُصبّحا إن شاء الله).  
أنظر (اللهوف - السيد ابن طاووس- ص126).  و(مقتل الخوارزمي/ج1/ص186).
إنّ هذا النص الشريف يضعنا أمام كتلة قوية وصلدة من القيم المعنوية والعرفانية والأخلاقية والدينية، إذ أنّ الإمام الحسين (ع) في ذلك الموقف كان الأمر عنده من الوضوح بدرجة عالية جداً بحيث كشف عنه في خطاباته وخصوصاً هذا النص المُؤسس للمفاهيم القيمية الحقة، والمُحرّك لفاعلية الإيمان والمبدأ.
فالإنسان المؤمن حينما يعتقد بحقانية الدين ومشروعيته عقيدةً وشريعةً وفكراً ومنهجاً، ويقتنع بذلك تماماً، فسيكون الخيار الصعب والأخير عنده سهلاً بحكم اليقين بالفوز والظفر برضا الله تعالى ورسوله (ص).
فمن هنا رسم لنا الإمامُ الحسين (ع) ملامح حركته ونهضته القيمية الشريفة، والتي كلفته الشهادة والتضحية بنفسه وبأهل بيته وأصحابه، وفق معالم محددة وأهمها:
المَعلَمُ الأول:
فقال(ع): (الحمد لله..): وهذا هو أدب المعصومين في الحديث مع اللهِ تعالى المُستحِق لوحده وحصراً الحمد كله.. وهنا عندما يَحمدُ الإمامُ الحسين (ع) الله تعالى، فيقيناً إنه يحمده على الحال الذي هو فيه، وعلى ما سيجري عليه (ع)؛ ولذا فرض علينا اللهُ تعالى في الصلاة وغيرها التّحميد له سبحانه دوما بالثناء عليه وفي كل حال، كما هو مسنون في سورة الحمد الواجبة القراءة في كلِّ صلاة، ولا صلاة إلاّ بفاتحة الكتاب.
(وما شاء الله..):
وهذه لغة المُوقنين بالقضاء والقدر الإلهي الحكيم، بمعنى لايكون إلاّ ما أراد اللهُ تعالى لعباده، واختار لما فيه صلاحهم ومصلحتهم الوجودية حياتياً؛ والقرآن الكريم ركّز على هذا المعنى معنى التسليم بإرادة الله تعالى الحكيمة، قال تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً) الأحزاب: 36.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=158418
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 07 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29