• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الابتلاء وبناء الانسان : ولادة عيسى (عليه السلام) ح 24 .
                          • الكاتب : السيد عبد الستار الجابري .

الابتلاء وبناء الانسان : ولادة عيسى (عليه السلام) ح 24

كانت ولادة عيسى (عليه السلام) ابتلاءاً الهياً لمريم وزكريا (عليهما السلام) ولمجتمع بني اسرائيل.
اما السيدة مريم (عليها السلام) فللمتأمل ان يقف عند عظيم الابتلاء الذي تعرضت له فهي (صلوات الله عليها) ومنذ ولادتها كانت القمة في سلم الكمال حتى بلغ من كمالها ان الملائكة تخاطبها وهي في محراب عبادتها لتخبرها ان الله تعالى اصطفاها وطهرها من كل دنس واختارها من بين نساء الارض لمهمة عظيمة ورسالة جليلة
(وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ، يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) 
فاختار الله لها تعالى من بين الرجال خير الاباء النبي عمران (عليه السلام) واسكنها في احشاء اطهر الامهات وتقبلها ربها بقبول حسن وانبتها نباتا حسنا وصرف عنها كيد مردة بني اسرائيل في صغرها وكفلها خير البشر النبي زكريا (عليه السلام) وبذلك صدحت ايات الذكر الحكيم
(إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ، ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ، إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ، فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) 
وتتميماً للحجة على بني اسرائيل اظهر الله تعالى على يد  مريم (عليها السلام) الكرامات التي لا تصدر الا عن الانبياء العظام والاولياء الكرام اولي مراتب القرب الخاصة من ساحة القدس الالهي، حتى اذا اصبح ذكر اسم مريم (عليها السلام) مقرونا بالتقديس على جميع الالسن واستقر في قلوب صلحاء وعوام بني اسرائيل الاحترام العظيم لهذه السيدة الطاهرة امتحن الله بني اسرائيل بحمل مريم (عليها السلام) بعيسى (صلوات الله عليه) من غير اب، وكان لهذا الامتحان الالهي لجميع طبقات بني اسرائيل علمائهم وعوامهم دور مهم في تحديد مستقبلهم على الارض، فالابتلاء للاستعداد والامتحان من الله والفوز والخسران بحسب طاعة العبد لربه.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=158150
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 07 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29