• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الزهورُ النبويّة الحلقة الرابعة .
                          • الكاتب : صباح محسن كاظم .

الزهورُ النبويّة الحلقة الرابعة

 لقد فندت الزهراءُ (ع) مزاعمَ أبي بكر في أن ملكية أرض فدك تعود للدولة، وطالبت بحقها، وحاورت وناقشت حقوقها المشروعة التي اغتُصِبَتْ؛ وقد عبرت الأديبة أم الحسنين البغدادي بأسلوب رشيق عن تلك اللحظات العصيبة لتصورها لنا: كانت لحظات رهيبة، وهي تقوم بدور المؤمن المدافع عن عقيدته، في شبحها القائم المرتسم عليه سحابة من الحزن المرير، وهي شاحبة اللون مفجوعة القلب، منهدة العمد، ضعيفة الجانب.
 فرغم كل هذا لم تتهاون الزهراء (ع) في طلب حقها المشروع، لذا توجهت الى المسجد، تحفُّها أنوارُ الملكوت، وتشيّعُها الملائكة، وبدت في موكب عظيم طالما كان يُحفّ به أبوها من قبل.. فتركت النسوة دورهن، والتففن حولها كالنجوم المتناثرة بغير انتظام، ليتبعن قائدتهنّ تلك هي ريحانة النبوة، ومثال العصمة وهالة النور المشعة، وبقية الرسول.
 وتهادى الموكب حتى وصل الى حيث مأربه، فتعاظمت الأبصار، واشرأبتْ أعناقُ القوم لتفزع عن هلع، وخوف، ودهشة من هذا القادم عليهم... لتخطب خطبتها العصماء التي ترددها الأجيال جيل بعد جيل بعد الثناء على الله ورسوله: (أفعلى عمد تركتم كتاب الله، ونبذتموه وراء ظهوركم؟ إذ يقول: (وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ) سورة النمل: 16. وقال فيما اقتصّ من خبر يحيى بن زكريا، إذ قال: (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا) مريم: 5-6. وقال: (وَأُولُوا الأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ) الأنفال: 75. وقال: (يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنْثَيَيْنِ) النساء: 11، وقال: (إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ) البقرة: 180.
(.. وزعمتم ان لاحظوة لي، ولا إرث من أبي ولا رحم بيننا، أفخصكم اللهُ بآية أخرج منها أبي، أم هل تقولون أن أهل ملتين لايتوارثان، أولستُ أنا وأبي من أهل ملة واحدة؟ أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي؟ فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك..) واختنقت الزهراء (ع) بعبرتها حينما قالت: (فنعم الحكم الله، والزعيم محمد، والموعد القيامة، وعند الساعة يخسر المبطلون...).
 وبذلك ينبغي على النخب النسائية المطالبة بحقوقها، التي هدرتها الدكتاتورية المقيتة، وسنت القوانين التي أجحفت حقوقها، وسلبت كرامتها بما يسمى (اتحاد النساء) لذلك نرى المرأة العراقية الان تشارك مع أخيها الرجل في التأسيس السياسي الذي يضمن الحقوق الدينية والاجتماعية والتشريعية للوفاء لسيدة نساء العالمين (ع)، ولبطلة كربلاء الصابرة السيدة زينب (ع)، وللشهيدة بنت الهدى والسير على المنهج القويم.
 إن التشريعات الاسلامية كفلت للمرأة جميع حقوقها، لذلك يمكن تفعيل دور النخب للارتقاء بواقع المرأة في الريف أو المدينة، والقضاءعلى الأمية، أو الإساءة للمرأة بعدم تحقيق طموحاتها التي تبتغيها في صعد شتى. وقد نجحت المرأة العراقية بغضون سنوات بتحقيق مكاسب في المشاركة الواعية مع الرجل لتحقيق النهوض الاجتماعي، ربما هناك عقبات من خلال الإرهاب الذي يواجهه البلد، لكنها الان اتسمت بالشجاعة، والكفاءة، في مجالات مختلفة، بالطبع تستمد النخب النسائية من التراث الاسلامي الفكري الخالد المتمثل بالزهراء(ع) كقدوة بالمطالبة بالحقوق، والايمان، والتقوى، والاعداد الرسالي للأجيال.
التوصيات:
1- تدريس سيرة الزهراء (ع) بكافة المراحل العمرية، من خلال إدخال سيرتها بمناهج التعليم.
2- طباعة المؤلفات التي تهتم بحقوق المرأة، ودورها بالتنمية الاجتماعية.
3- دراسة سيرة النساء المجاهدات على مرّ التاريخ، وخصوصاً الشهيدات العراقيات في حقبة الدكتاتورية.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=158017
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 07 / 12
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16