يبدأ من الاستهلال الذي يزرع فيه بذرة الحدث، ثم يتنامى عبر كل مقطع من مقاطعه  
(ذاك من طه جلي ......... حين اوصى بعلي 
ايها الناس ......... عليكم بالوفاء) 
فاستحضر وصية النبي (ص) بالامام علي (عليه السلام) كبذرة  تخلق حالة تدريجية  للاستقبال  الحدثي الكلي  رغبة في الخضوع  للواقع  وكشف حيثياته عبر الشعر، فهو لايعطي كل ما لديه  من احداث  دفعة واحدة،  وهذا تمكن  يتدفق بلغة  صافية  مباشرة وفصحى وعامية وملمع،  فنثر الحدث  يملأ القصيدة ولم يترك فراغاً.  
( بعد دفن المصطفى خير الأنام 
طال حزن المرتضى عاماً فعام 
لك يجد  أمضى من الصبر حسام 
إنما الصبر لباسٌ للكرام 
سلبوا حق الامير ) 
وتبدأ من هذا النثر يقظة تشكيل الصورة الكلية،  ليتحول السرد من ضمير الغائب الى المخاطب،  مع استحضار اكثر من رمز  توسعاً للاحداث الى الواقع الطفّي،  ليتوسع الى عهد: 
( ليت شعري يا رسول  العالمين 
كيف ننسى سبطك الضامي حسين  
او لنقرأ التتمة التي ترتبط بالغائب الحجة (عجل الله تعالى فرجه) ( ايها الغائب من لحظ العيون..  برداء العزِّ والحفظ مصون ) 
وهكذا  تذكر بذرة  الاستهلال  في معظم قصائد الشاعر نصر السمّاك:  
(ماننسه بضعة هادينه .... وننسه الضلع والبسمار) ويبدأ برسم المشهد وصياغة الحبكة  وتخصيب الحوار،  كالمحاورات التي تقام بين رمزين  تتوالى احاديثهما  لكشف البنية الحدثية،  او نجد المشهد عبارة عن مقارنةٍ  بين اكثر من رمز: 
( يا شبه يوسف  بسجنه ومحنته 
                يا بن طه وابن سورة هل أتى )
تبدأ أوجه المقارنة عبر نثر الأحداث التي مرت على  الرمزين 
( لو زليخه تهمته ليوسف اذن  
        شنهي موسى گلي جانت تهمته ) 
( يوسف بسجنه تسليه صحبته 
               مو مثل  موسى  بسجنه ووحدته )
ثم تتعمق الاحداث  لمسار قصتين، ومسيرتي حياة رمزين: 
( والعزيز الساجنه  حن واعتذر 
           وابن شاهك  صاب موسى بسطرته ) 
وكذلك يرسم المسار الحدثي مع رمز مقدس  آخر  هو النبي يونس (عليه السلام) وعلى نفس المنوال..فنصوص  الشاعر  السمّاك  تكتنز بالاحداث  أو التفاصيل عبر العديد من التشكيلات  الفنية.