• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المتأخر دوما .
                          • الكاتب : حاتم عباس بصيلة .

المتأخر دوما

تأخرت في المجيء الى الحياة وتأخرت في ان اعيش طفولتي بشكل مرح وصحيح تأخرت في ابداء رغبتي وتأخرت في اكتشاف الحياة بعد ان كان الجميع يلهو بها ويمارس متعته بينما انا افكر في اللاوجود وكيف صار هذا الكون والى متى سيبقى وعلام كل شيء اصلا ؟
تأخرت في مدرستي الابتدائية فلم يكتشفني احد ولم يشعر بي احد ولم اكن مستعدا لابداء ما عندي ربما لانه غير مألوف أو خائف وربما لانني افهم بالفطرة معنى التمرد وضرب القواعد الجامدة تأخرت في اكتشاف حبيبتي بعد ان ضاع اكثر من ثلاثين عاما تأخرت في اكمال دراستي وتأخرت في الحصول على فرصة التعبير في الادب والفنون.. انا متأخر دوما في التعبير عما في داخلي و متأخر في ان تعرف الناس ما عندي ومتأخر لاني صامت ابدا في الحياة لكن هذا الصمت يطوي تحته الصراع الجدلي كله والنار الهادئة التي تنفجر يوما بشرارها .... المتأخر دوما لا يعني الرجوع انما هو يحترم الذي قبله ويحترم ما تقدم في الوجود بالحق وما كان من فكر وفلسفة وحياة هائلة في صراعها...لكنني حقا في مجتمع متأخر وتأخري تقدم عليه في معنى الجوهر والفكر والاتزان بينما تأخر المتقدمون في ميزان الخلق الكريم والجوهر النبيل .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=156249
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 05 / 31
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19