• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المراحل التاريخية لهدم قبور البقيع... والسؤال يكبر..؟! .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

المراحل التاريخية لهدم قبور البقيع... والسؤال يكبر..؟!

  الكثير من المواضيع المؤلمة في النفس والمحيرة، تشكل تجربة حياتية بكل ما تمتلك من غرابة، لكن يبقى موضوع تهديم قبور البقيع من المواضيع التي تحفر في القلب جرحا لا يندمل، والأسئلة تكبر في الرأس يوماً بعد يوم، ما هو البقيع؟ فيأتي الجواب:ـ هو مدفن من عهد الرسول (ص)، دفن فيه أكثر من عشرة آلاف من الصحابة والتابعين وأهل بيت النبي (ص) أول من دفن فيها هو الصحابي عثمان بن مظعون، حيث شارك النبي (ص) بدفنه، ثم دفن الى جانبه ابراهيم ابن الرسول (ص).

 يكبر السؤال يوماً بعد يوم، فقصة هدم قبور البقيع ليست حكاية قبور سويت بالتراب، بل هي حرب معلنة ضد الإسلام؛ كون أئمة البقيع ومن دفن معهم يشكلون مؤثراً حقيقياً يحث الناس على التمسك بالمنهج المحمدي، والتهديم يحاول محو هذا المؤثر وإزالة الملاذ الآمن للعقول، والنفوس، والأرواح.
 أعتقد أن تهديم البقيع تجاوز الحقد الطائفي الى حقد اكبر؛ ليكشف عن هوية صهيونية بما يشمل البقيع من معنى، وإعلان داعش عن هدم مراقد الأئمة (عليهم السلام) هو حقد على قاتل مرحب، ومحطم خيبر، وإزالة القلعة اليهودية.
 يكبر السؤال حقاً كلما توغل الانسان اكثر ليلج الكارثة، يجيب الكاتب علي الابراهيمي: إن هناك هدماً أولياً تم في سنة 1805 في بداية سيطرة آل سعود بعد انطلاق حركتهم من الدرعية (القرية التي تبلور فيها المذهب الوهابي) اقترن الجانب السياسي بآل سعود والديني بمحمد عبد الوهاب، يقول المؤرخ أحمد زينة وهو من أبناء العامة، فما اصبح الصباح إلا وهم سارحون بالمساحي لهدم القبب، وتتبعوا جميع المواضيع التي فيها آثار الصالحين، هدموا مقبرة المعلى في مكة المكرمة، وفيها قبور الأجلاء من أهل البيت والصحابة، وهدموا قبر خديجة، وقبر أم الرسول آمنة بنت وهب، وقبر أبي طالب، وقبر عبد مناف، وقبر عبد المطلب، وقبر حواء في جدة، وقبر والد النبي (ص) في المدينة المنورة، ومسجد سليمان، وبيوت بني هاشم، ومسجد الشمس، ومشهد ذي النفس الزكية، وكل هذا الأماكن في المدينة المنورة، وهدموا قبر نبي الله اليسع في قرية الأوجام بالقطيف، ومسجد جواثا، ومسجد العباس في قرية المطير بالإحساء، وهدموا البيت الذي ولد فيه الرسول (ص) بشعب الهواشم في مكة، وبيت السيدة خديجة، وبيت الحمزة عم النبي (ص)، وقبور شهداء بدر، ومكان العريش الذي نصب للرسول في مكان الموقعة، ومسجد ثنية الوداع، ومسجد بني ظفر، ومحلة بني هاشم في المدينة، وعشرات المساجد والحسينيات التابعة للشيعة في الاحساء والقطيف والمدينة المنورة ومكة المكرمة ومقبرة جنة البقيع وفيها الامام الحسن، والسجاد، والباقر، والصادق (عليهم السلام) وعشرة آلاف قبر، أعيد بناء قبور البقيع ومعالمه على يد الدولة العثمانية، بعد طرد الوهابيين من نجد على يد محمد علي باشا المصري. 
وتكبر الأسئلة عن التهديم الثاني، فتأتي مؤلمة هي الإجابة، فالهدم الثاني حدث بعد سيطرة آل سعود مرة ثانية على نجد سنة 1924م ومع هذا الهدم، احتفظوا ببعض الآثار اليهودية، واحتفظوا بحصن كعب بن الاشرف رأس اليهود في المدينة المنورة، وتوسيع مسجد قباء من أجل ادخال مسجد ضرار الذي بناه المنافقون وأمر النبي (ص) بهدمه، وحرصوا على المحافظة على تراث دار الملك عبد العزيز، واحتفظوا بملابسه، اثاث منزله، سريره الخاص، ادواته الخاصة..!
يكبر السؤال يتشظى اسئلة: ما هي العوامل الحقيقية لهدم القبور؟ فيأتي الجواب:  ليروجوا للمذهب التكفيري الوهابي، ويضمنوا دعم بريطانيا، وللتميع السلطوي، فعائلة الشريف حسين فرطت بالكثير من الثوابت الاسلامية طمعاً بوعود بريطانيا، لذلك كانت ردود الفعل ضعيفة..! 
والسؤال يبقى يكبر:ـ لماذا هدم المعالم الاسلامية؟ والجواب: سعياً لطمس معالم الامة الاسلامية؛ لقطع الروابط الحسية التي تربطنا برجالات التأريخ، وفرض ثقافة المذهب السلفي قسرا، واختبار مدى رسوخ عقائد المسلمين كقوة سياسية، وزرع بذور الفتنة الطائفية، والهدم المعنوي والتنصل من الدين، والذي ينجلي بمحاولة القفز على بعض التعاليم الاسلامية بدعوى المدنية والتحضر والحرية والديمقراطية..!




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=155801
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 05 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16