• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : جريمة هدم بقيع الغرقد .... هدم لأثار الأئمة الزواكي .
                          • الكاتب : علاء تكليف العوادي .

جريمة هدم بقيع الغرقد .... هدم لأثار الأئمة الزواكي

   كثرت جرائم الوهابية منذ تسلط ال سعود على الحكم في الجزيرة العربية سنة 1744 ميلادي الموافق 1156 هجري عن طريق غزوها لقبائل بلاد الجزيرة العربية لإقامة دولتهم التي جعلوا عاصمتها الدرعية، وقتل كل من خالفها في ذلك، و ثم توسعت جرائمهم باحتلالهم للمناطق والقبائل الأخرى، وقد عقدت عائلة آل سعود حينها الصفقة الكبرى التي تضمن نجاح توسع دولتهم، وهي أقام تحالف بين الأمير محمد بن سعود بن محمد آل مقرن ومحمد بن عبد الوهّاب وقد اشترط عليه شرطين:

وهما: أن لا يرجع عنه إن نصرهم الله ومكنهم، وأن لا يمنع الأمير من الخراج الذي ضربه على أهل الدرعية وقت الثمار.
فرد عليه محمد بن عبد الوهّاب: «أما الأول الدم بالدم والهدم بالهدم. وأما الثاني فلعل الله يفتح عليك الفتوحات وتنال من الغنائم ما يغنيك عن الخراج».

وبعد هذا الاتفاق المبرم بينهما انتشر اتباع محمد بن عبد الوهاب على القبائل، حتى دخلوا مكة فهدموا كثيراً من القباب الأثرية فيها، ثم اتجهوا نحو المدينة وأزالوا كل معالمها، فهدموا قبور الائمة (عليهم السلام) والصحابة، ورفعوا الحلي والجواهر التي كانت على قبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) سنة 1220ميلادي، واستمرت الدولة الاولى لآل سعود، إلى ان اسقطتها الدولة العثمانية في عام 1818 ميلادي في عهد إبراهيم باشا الذي قاد الحملة إلى الجزيرة العربية واستطاع الوصول إلى الدرعية عاصمة الدولة بعد معارك عديدة فدمرها وأنهى الدولة السعودية الأولى وقبض عبد الله بن سعود وأرسله مع من وجد من آل سعود إلى إسطنبول حيث حوكموا وأعدموا هناك.

وبعد ان سقطت الدولة السعودية اعاد المسلمون بتبرعاتهم بناء تلك القباب على اضرحة الائمة (عليه السلام) على أحسن هيئة، لكن لم تستمر هذه الحالة طويلاً، حتى عاد الوهابيون إلى غزو المدينة مرة أخرى سنة 1433، وعمدوا إلى هدم قبور الأئمة (عليهم السلام) مرة أخرى، لكي يمحوا أثار وملامح تراثهم، ولكي يبرروا جريمتهم النكراء، وليمتصوا غضب المسلمين، استعانوا بعلماء المدينة المنوّرة حول حُرمة البناء على القبور، فكتبوا استفتاءً ذهب به قاضي قضاة الوهابيين سليمان بن بليهد مستفتياً علماء المدينة، فاجتمع مع العلماء أوّلاً وتباحث معهم، وتحت التهديد والترهيب وقع العلماء على جواب نُوّه عنه في الاستفتاء بحُرمة البناء على القبور، تأييداً لرأي الجماعة التي كتبت الاستفتاء.

واستناداً لهذا الجواب اعتبرت الحكومة السعودية ذلك مبرّراً مشروعاً لهدم قبور الصحابة والتابعين ـ وهي في الحقيقة إهانة لهم ولآل الرسول (صلى الله عليه وآله) ـ، فتسارعت قوى الشرك والوهابيّة إلى هدم قبور آل الرسول (صلى الله عليه وآله) في الثامن من شوّال من نفس السنة ـ أي عام 1344 هـ ـ، فهدّموا قبور الأئمة الأطهار والصحابة في البقيع، وسوّوها بالأرض، وشوّهوا محاسنها، وتركوها معرضاً لوطئ الأقدام ودوس الكلاب والدواب، ونهبت كل ما كان في ذلك الحرم المقدّس من فرش وهدايا وآثار قيّمة وغيرها، وحَوّلت ذلك المزار المقدّس إلى أرضٍ موحشة مقفرة.

وقد انشد الشاعر في ذم تلك الفتاوى الرخيصة كما ذكره صاحب ليالي بيشاور ـ المجلس الثالث، بقوله:

قل للذي أفتى بهدم قبورهـم ان سوف تصلى في القيامة نارا
أعلـمت اي مراقـد هدمتــها هـي للـمـلائـك لاتـــزال مـزارا

ومما قد تم تهديم من أثار النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام)، المشاهد والقبور والآثار الإسلامية في مكة والمدينة وغيرهما، وفي مكة أيضاً دُمرت مقبرة المعلى، والبيت الذي ولد فيه الرسول (صلى الله عليه وآله).
البقيع هو المقبرة أهل المدينة المنورة منذ عهد الرسول (صلى الله عليه وآله)، وتقع بالقرب من مبنى المسجد النبوي، يقع في مواجهة القسم الجنوبي الشرقي من سوره، وقد وسعت المقبر عما كانت عليه تاريخياً حيث ضمت إليه أراض أخرى وشيد حولها سور مرتفع؛ ويضم البقيع أربعة من الأئمة (عليه السلام) وهم:
الإمام الحسن السبط (عليه السلام) والإمام علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) والإمام محمد الباقر (عليه السلام) والإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، وقبورهم متجاورة في مكان واحد.
كما تضم جملة من الصحابة منهم:
إبراهيم ابن محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) من زوجته ماريا القبطية، حيث توفي وهو رضيع.
رقية، ابنة النبي من زوجته خديجة بنت خويلد.
فاطمة بنت أسد، صحابية والدة الخليفة علي.
صفية بنت عبد المطلب عمة النبي (صلى الله عليه وآله)، وقيل إن عمته عاتكة بنت عبد المطلب دفنت في البقيع أيضا.
وعباس بن عبد المطلب، عم النبي محمد (صلى الله عليه وآله).
وفاطمة بنت حزام، والمعروفة باسم أم البنين، التي تزوجها الإمام علي (عليه السلام) بعد شهادة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام).
عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، زوج حفيدة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وابنة علي زينب بنت علي (عليهما السلام).
عقيل بن أبي طالب الشقيق الأكبر للإمام علي (عليه السلام).
عثمان بن مظعون، صحابي دفنه النبي محمد (صلى الله عليه وآله) في البقيع فكان أولَ من دُفِن فيه، وغيرهم من الصحابة.
والى إلى اليوم لم تكن الحكومة ال سعود بمنأى عن ظلم وحرمان الملاين من المسلمين من زيارة تلك القبور الطواهر فضلاً على الاستمرار على نهج اسلافهم من البقاء على تهديمها وعدم التحرك مع كثرة نداءات المسلمين لبنائها.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=155796
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 05 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29