• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : سيف القدس : انتهى عهد رايات الاستسلام .
                          • الكاتب : د . عادل عبد المهدي .

سيف القدس : انتهى عهد رايات الاستسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

{ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين. ان يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الايام نداولها بين الناس} صدق الله العلي العظيم

جاء "سيف القدس" للمقاومة في مواجهة "حارس الاسوار" للاحتلال. سترفع المقاومة رايات النصر ولن ترفع الرايات البيضاء كما فعل الاخرون. لن نشهد "الهاجاناه" تدحر الجيوش وتحتل الارض وطوابير اللاجئين (1948). ولا هزيمة الانظمة وطوابير الاسرى واحتلال كامل القدس الشريف (1967). ولا "الديفروسوار" الاسرائيلي وتطويق الجيش الثالث المصري على جبهة القناة، او خسارة السوريين مكاسبهم في الجولان (1973). ولا وصول القوات الاسرائيلية الى قصر بعبدا في بيروت (1982). بل سنشهد معادلات جديدة تعزز النصر، كما حصل في الانتفاضتين الاولى والثانية (1987 و2000)، وفي دحر الهجمات الاسرائيلية الجوية والبرية الثلاث على غزة (2008 و 2012 و 2014)، وفي تحرير لبنان (1985-2000) ودحر هجوم تموز (2006). وقس على ذلك.

ستتعزز المعادلة الجديدة سواء اعترف بها الاحتلال او لم يعترف. فهجوميته قد تآكلت وانكشفت دفاعاته، وفقد الكثير من مبادراته. ففي 1948 كان له التفوق البري وخيانات الانظمة وفساد الاسلحة. وفي 1967،1973 و1982عزز تفوقه الجوي تفوقه البري، مستغلاً هشاشة وضعف انظمتنا ودولنا. فجاءت الانتفاضتان، وحروب غزة ولبنان لتفقده الكثير من تفوقه البري، والى حد ما سيادته الجوية. وليمسك المقاومون والشعوب قضيتهم بايديهم.

تغيرت الظروف في فلسطين والمنطقة والعالم. وصار للحق صوت وسلاح صادق عميق مخلص يدافع عنه. فلم تعد امام العدو مجرد دبابات يصطادها وطائرات يسقطها وجيوش نظامية يأسرها، بل امامه مقاومون يدمرون دباباته ومدرعاته ويقتلون وياسرون جنوده ويلاحقون مستوطنيه. وصواريخ ومسيرات يمكنها الوصول الى اية بقعة من الاراضي المحتلة. نعم، يسقط عندنا الشهداء فتروي دماؤهم مئات والاف المقاومين الجدد الذين يحتلون مكانهم مكررين قول الجواهري "اتعلم ام انت لا تعلم، بان جراح الضحايا فم".. "اتعلم بان جراح الشهيد، تظل عن الثأر تستفهم". فالعدو بعنجهيته وغلوه واطماعه ينظم صفوفنا ويعبىء قوانا ويوحدنا ويضبط بوصلتنا في اتجاهها الصحيح، ويدفع المزيد لمواجهته. لهذا نقول تآكلت هجوميته. فها هم رجال ونساء واطفال وشيوخ فلسطين يواجهونه على كامل ارض فلسطين وبكل ما يستطيعون من وسيلة. وها هي صواريخ المقاومة وهاوناته وعملياته تكشف لنا واقع دفاعاته و"قببه الحديدية"، وانه ليس العدو الذي لا يقهر، وانه يتلقى الصاع صاعين، وان الدمار والموت عندنا سيقابله دمار وموت عنده. مع التذكير بقوله تعالى {كُتب عليكم القتال وهو كره لكم، وعسى ان تكرهوا شيئاً وهو خير لكم}. فنحن نقاتل مع الحق في اوطاننا، وهو يقاتل مع الباطل في احتلاله وعنجهيته وظلمه في فلسطين والمنطقة والعالم.

انتهى عهد رايات الاستسلام. فالانسان يُهزم وينتصر بعزيمته وارادته وحقه. وما نراه امامنا عزيمة لا تقهر، وارادة هدفها احدى الحسنيين، وتشبث وجودي بالحق، ورجال يعضون على النواجذ، ويصلون السيوف بالخطا، يتحدون الموت ولا يهابونه. خيارنا الاساس المقاومة باشكالها وانهاء الاحتلال، اما هو فامامه خياران. الاول الاستمرار في القصف وتلقي القصف المضاد، وهذا مؤلم ومكلف للطرفين، وهو على الاحتلال اكثر. لهذا لن يستمر طويلاً وستنهيه الوساطات، واقرار المعادلات الجديدة صراحة او ضمناً. فنفسه قصير ونفسنا طويل. وسيعاني نظامه ما عانيناه في 1948 و1967 و1973 و1982 وغيرها. والثاني التقدم براً لاجتياح غزة، وهذه مغامرة كبيرة وطائشة، ستعطل لحد كبير قوته الجوية، وتقارب خطوط الاشتباك وتوفر عنصر تعادل المواجهة، ان لم نقل تحولها لصالح المقاومة، فتجعل الاليات والجنود اهدافاً سهلة للتدمير والقتل والاسر. فالعدو جرب ذلك سابقاً وفشل. ووفر بتدميره غزة سواتر للمقاومين، واوضاعه اليوم اسوء، واوضاع المقاومة افضل عدداً ونوعاً.

وان غداً لناظره قريب، وكل عام وفلسطين والعراق والامة والعالم بخير.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=155751
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 05 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19