• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الاجتهاد ... فقه علمي يلاحق الزمن ..النجف ج4 .
                          • الكاتب : محمد علي مزهر شعبان .

الاجتهاد ... فقه علمي يلاحق الزمن ..النجف ج4

رب سائل يقول هل تبؤة مقام العلماء ؟ حاشا لله انما انأ رجل مسترسل ولكن حين اجد مسئلة، تنهض بالدين ليتساوق مع الحياة، خاصة ظهور موجة تدعي الجزع واخرى تلحد، واخرى أمية . توقفت بعلمي القاصر عند مسئلة الاجتهاد .

ان ما يتميز به علماء النجف ومراجعهم منذ ان تاسست مدرسة ال البيت ، فكرة الاجتهاد  حيث لعبت دورا كبيرا في استيعاب التطورات الحياتيه ، غير ماخوذة بالتحديد المطبق لفقه القياس، فقد اعطت نظرية الاجتهاد ابعادا علميه مستوحاة من تطور الحياة وتعدد اسباب ومبررات الاحداث، دون الخروج من الضوابط العامة وثوابت النص .

 لقد اسس الاجتهاد تطورا بالغ الاهمية في حياة الناس، فما حدث في الامس البعيد، ليس من الضرورة ان يمتلك ذات الاسباب الاجتهاد ... فقه علمي يلاحق الزمن ..النجف ج4

والمبررات ليكون الحكم عليه كقالب جامد غير متحرك في دراسة الاسباب وتعدد الوسائل والغور في الحليل، وقراءة الاسباب والمبررات، التي انتجها تطور الحياة وتعدد الاسباب لقيام الجرم او الفعل،او هو ما مستحدث لخدمة الانسان، كالوسائل الدافعه للاعمال، او التخصيب في الانابيب، وكل ما يطرأ على الحياةمن جديد . ان هذا العمق في دراسة الاسباب والعلل وما استحدث من الاف الوسائل الايجابية والسلبية ، وتعددت وسائل الخدمات الاجتماعيه وتعقدت علاقات المجتمع . فكان لهذه النظريه الفقهية ابعاد تحكيم العقل والرؤى المدركه  في الافتاء ، حيث ان الفتوى لا تخرج عن اصلاب الشريعه، ولكنها استوعبت الحياة في عجلتها السريعه ومن خلال ديناميكية المجتمع وتطوروسائله . على ضوء ذلك كانت المعالجات غير جامده في قوالب توقف فيها استيعاب الحركة والتطور وما يترتب على ذلك من علاقات وضوابط وعقود تستوجب التجديد ، واخراج الدين من صومعة الانعزال وجعله دين الحياة والتواصل الاجتماعي مع تطوراتها .

دين حيوي يهتم ويركز على الدور والممارسة الاجتماعيه، دون التركيز على الجانب الروحي ومراسم العبادة فقط . ان هذه النظرة الى الحياة والجمع ما بين هو روحي واداء فروض وما بين التطلع برؤى تنهض بها وترقي بها الى مصاف العلى ، وتصفية الاسلام من الخرافات والبدع وصيانته بذات الوقت مما  ادخل على الحياة من مؤثرات التغرب وموجاته المنفلته . هذا الجانب جعل للمرجعية ومن خلال اولئك العلماء وتاثيرها في تثوير العقل البشري ،واضحت هناك مدارس يعتد بها على مستوى التنظير والتفكير والتاثير، من خلال تشابك هذه الحلقات الدراسية مرورا بالمنتديات والجامعات وصولا الى كون النجف من اهم المرجعيات من اهتمت بهذا الشأن . فالسارق الجائع للقمة عيش، حكمه ليس كالسارق القاتل . انما الحكم على دوافع الجرم واسبابه . ( حيث أن الفقه(وليس الشريعة، حاله كحال باقي العلوم، له مبانيه وأسسه الفلسفية والكلامية والاجتماعية  ومناهجه لا تخرج عن إطار مناهج العلوم البشرية في التطور والتقدّم ) اذن نحن امام عمل شاق لاستباط الحكم، وتناول أَعمالٍ معيَّنة بحذقٍ ومهارة؛ عندما تمرر المسائل على العقل المدرك  واستنباطها . نعم لا اجتهاد ام النص ولكن من الضروري ان لا يكون النص جامدا بل متحركا بروحيته التي تألف الزمن، وكم تحتاج تلك الامور الى التفرّس والفطنه . والاجتهاد لا يقر بالقياس لانه من الظلم ان أقيس امرا منذ اكثر من الف واربعمئة عام ونحن قرن تعددت به ملايين المنتجات على مستوى الفعل والالة .

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=155732
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 05 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28