للإعمار أصداء تملأ الخافقين... 
ومسرات تشدو محيا الثائرين
هي الأمنيات ضمائر تهفو... وهجا لا يستكين
لترتقي ربى أوصال... وزّعتها الدهور... بين طغيان وسجان...
إلى العسكريين لبوا النداء... واستناروا بمشاعل الأملاك
وهي تزف النجاة النجاة... لكل انملة تصبّبت جهادا وبناء 
شمَّروا الخطى صوب عرين الأسود... وأعادوا للشمس وجهها الوضّاء
بسواعد مضمخة بعبق الرايات...
برحيق الإمامة يكتحل الوالهون... فتراهم يبصرون... 
حقيقة الولاية والولاء...
فتراهم يبصرون... يقينا وسط هيجاء المسافات
الطرقات أعلام مشرعة بالأهازيج
تحي الفاتحين... شفاه ذابلات... أعياها ظمأ الإنتظار
جاءت من كربلاء الحسين... لتعمّر بهجة التراتيل...
وقد ارتحلت عن شفاه المنائر والقباب
بعد الثالث والعشرين من محرم الحرام
وفي زحمة من مخاض الإنسلاخ... من ربقة الجلادين...
لم يأبهوا لجراح تلتئم... وغريب عن الأوطان راح يلتحف التراب
ألم يعلموا أن أنصار عليٍّ يتسامرون بالصبر والثبات
قلوبهم سفن مشرعة بالفضيلة والنقاء
يتكاثرون... يتواصلون... مزارات وعتبات
يقين من كربلاء الفضل والإباء... أقبل ظاعنا يعرِّي الملمات
ويردم كل فجوة... بسيل الشغف الجارف بالفداء
كراديس مولعة تلبي النداء... لتسقي مرابعا شفها الوجد والحنين
لتلك الجباه الساجدات... على ثرى التهجد والأنين
لتلك الصدور الممزقة حزنا...على فجائع ما فتئت تلاحق الصابرين