• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : السيد الجلالي/ ح1 .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

السيد الجلالي/ ح1

 هناك تهمة من الزيدية أن الإمام السجاد عليه السلام قد تقاعس عن الحرب مع أبيه؟ يجب علينا أن نتأمل في حياة الإمام السجاد عليه السلام، فنحن نعتبره إماماً، والإمام عندنا لابد أن يؤدي دور الإمام، فما هو الدور الذي قام به السجاد لإثبات إمامته، ولأداء واجب الإمامة؟ تعريف الإمامة: هي عبارة عن قيام الإمام بأمور دين الناس ودنياهم، فما هو موقع الإمام السجاد عليه السلام؟ فبدأت أبحث وتأملت في التاريخ، ورأيت أمورا حيرتني، لم أرها من قبل، ولم يكتب عنها كتابنا من قبل...
 بداية بحثت عن أصل الإمامة بيننا وبين الزيدية: ما هي الإمامة؟ وما هي مقوماتها؟ وكيف نفسر حكم الزيدية الذين هم بالذات أصحاب هذه الفكرة ومؤججيها إن الإمام السجاد هو إمامهم أيضاً، وقد أخرجت نصوصا منهم عن الإمامة، فتبيّن لي أن قدماءَهم يقولون بإمامة السجاد، وأن المتأخرين لا يقولون!! فحاورتهم في هذا وأن البعض من كبارهم كانوا يتصلون بي، واقنعتهم بإمامة السجاد من كبار علمائهم. وبعد هذا بحثت في مسألة القيام والجهاد، فحاورتهم ما هو معنى القيام عندكم، هل القيام عندكم فقط بالسيف؟ فتبين أنه لا... عندهم مفهوم الدعوة إلى نفسه يسمى قياما، فأثبت لهم أن الإمام السجاد قد دعى إلى نفسه بعدة نصوص، حتى في أدعيته في الصحيفة السجادية التي لديهم، والتي لدينا، فأثبت لهم أنه قد دعى إلى نفسه من نصوصنا ومن نصوصهم، والحمد لله البحث قد تكامل، وأثبتُ أن الإمام السجاد عليه السلام لا بد أن يكون إماماً لنا ولهم، ثم بعد ذلك دخلت في الفصول أولها جهاد الإمام في كربلاء. 
فقد وجدت نصاً عندهم لا عندنا، أن الإمام السجاد حضر القتال في كربلاء، وقاتل و(ارتث) أي أنه جرح، وبعد جرحه أخرج من المعركة، هذا الأمر جداً مهم بأن الإمام السجاد قد حارب في كربلاء، وبعدها ذهبت إلى نقطة بمتابعة النصوص، رأيت أن الإمام قبل كربلاء لم يكن مريضاً، ولكن بعد كربلاء أصبح مريضاً، فما هو سبب المرض، وما هي نوعيته؟ وبعض الذين لا دين لهم، ولا حرمة لهم، يقولون: كان مبطوناً، وهذا غير صحيح، فبعض العلماء يذكرون أنه لبس الدرع وكان طويلاً، فقصه بيده، والدرع لماذا يلبس، أي أنه تصدى للحرب، وقصه بيده فهذا يدل على شجاعته، لأنه من الصعب قص هذه الحلق الحديدية، فيقال إن هذه إحدى أسباب مرضه، واشياء أخرى، وأن حضور علي بن الحسين إلى كربلاء يعتبر نوعا من الجهاد. 
وقد دخلت في قضايا أخرى من بينها الجهاد العلمي، إنه كيف كان عمل الإمام؟ وكيف كان يجاهد بعمله؟ فذكرت جوانب من هذا الشيء، وبعدها دخلت إلى النضال الاجتماعي، فقد كان يعين الفقراء، وخاصة أولاد الشهداء والانصار الذين كان أبناء أمية يضغطون عليهم، وتعلمون أن (صدام) أيضاً كان يضغط على عوائل الشهداء، فهو يقتل الشهيد ويضغط على عائلته، ويفرض عليهم حصارا، لكي يذلهم، ويستخدمهم في أغراضه، وأن السيد (محمد الجلالي) ألقي القبض عليه لهذا الأمر، لأنه كان يعين عوائل الشهداء، وأيضاً الإمام السجاد كان يساعد الفقراء سراً حتى لا تهبط معنوياتهم، ولكي يعيشوا، وفي كل سنة كان يشتري العبيد، ويعلمهم الأحكام، ويطلقهم بعد ذلك، ويذكر عندما تعرض ابن الزبير للإمام السجاد خرج جيش من العبيد في المدينة نصرة للإمام عليه السلام، ومسألة معارضته للخلفاء منها قضيته مع الحاكم الأموي في قضية الكعبة، وقضية الفرزدق، وهذه مواقف رهيبة، ومواقف بطولية حقيقية، الملك يريد أن يصل بقوته وجيشه إلى الحجر الأسود، فلا يستطيع، ولكن عندما يأتي الإمام ينشق الحجاج نصفين، ويصل إلى الحجر الأسود، فهذه العملية ليست سهلة، وليست اعتباطية، فأنا قد ركزت على هذه النقاط، وأبرزتها، وبينتها، وانتقلت بعدها إلى موقفه مع الظالمين، من بينهم هشام بن الحكم، والحجاج...
إضافة إلى مسألة النضال العلمي، فقد كان بنو أمية يقولون: أنهم مبعوثون من قبل الله، ولو لم يردنا الله لما جعلنا خلفاء عليكم في الأرض!! وقد كان الناس يصدقون بهذا الشيء، ولكن الإمام كانت لديه أدعية تنفي هذا الشيء، فقد كان يجلس في المدينة في كل يوم جمعة، ويخطب بالناس، وينفي هذا الشيء، الذي يدعونه، هذا الشيء مهم، فنحن سابقاً في عهد صدام هل كنا نستطيع أن نتكلم بهذه الصراحة، والحرية التامة، فهذا الأمر يحتاج إلى شجاعة عالية، فأن محمد بن مسلم الزهري كان أحد تلامذة الإمام، ولكن رأى أن هذا الأمر خالٍ من الأمور المادية والترفيهية، فذهب وناصر بني أمية، فأرسل له الإمام رسالة، حقيقة من يقرأها يهتز، وأذكر فيها بعض ما قال، يقول له: (أنت أصبحت فيها جسراً للظالمين} فكل هذه القضايا ذكرناها لنبين أن الإمام السجاد أدى دوره الإجتماعي والعلمي والجهادي في حياته وعلى مدى 30 سنة بعد أبيه، ولم يسكت كما يقولون، وذهب فقط إلى الدعاء، وحتى في دعائه كان مجاهدا ومحاربا للظالمين.

علي الخباز, [٠٨.٠٥.٢١ ٢٣:٥٠]
ومن بعض الأمور الجديرة بالذكر أنه عندما هجم مسرف بن عقبة على المدينة، آوى الإمام بني أمية عنده، وحتى مروان بن الحكم العدو اللدود لأهل البيت (ع) فقد آوى الإمام عائلته عنده، وهذا شيء عظيم، فالقضية قضية إسلام، وليست قضية عداء شخصي مع شخص. 
ومن أدعيته التي تخص ثغور المسلمين، والثغور تعني الدولة القائمة وجيشها، وهذا يعني أن الإمام كان يدعو للجيش، والجيش آنذاك كان جيش بني أمية، ولكن أهداف الإمام تعني الدعاء لجيش المسلمين، وهي الدولة الإسلامية الأصيلة بقطع النظر عن الحكام الظالمين، وهكذا استنطقنا كل عمل قام به الإمام، واستخلصنا به شيئا يدل على الإمامة، وهذه هي خلاصة الدعاء. 
هناك كتاب قديم لي ألفته بعنوان (الدعاء في الاسلام) قمت بتفسير الدعاء وشروطه ولوازمه، واهداف الدعاء، ولماذا ندعو، ومتى ندعو الى آخره... هذا شيء مستقل، وكنت أكتبه في كل رمضان، لأن رمضان هو ربيع الدعاء كما تعلمون، وحتى في رمضان في مشهد الرضا عليه السلام ذكرته وجمعت فيه اشياء ظريفة من الادعية الحيوية الاجتماعية التي تنطق، وتعاصر، وجمعت أدعية القرآن فيها ايضا. 
الآن نرجع الى الجهاد نفسه، لاحظنا انه عندك حوالي 212 مصدرا اعتمدت عليها، يعني كثرة هذه المصادر ألا تضنك البحث او هي بحاجة لكثرة هذه المصادر؟ 
بالعكس ان المصادر هنا لم اعتبرها تكثيفا لمعنى واحد، لان البحث بحث مستجد يعني شيئا غير ثابت وغير معروف، فالمطالب التي ذكرتها انما دخلت في اعماق التراث، حتى التراث المخطوط، حتى استخرج ما اريد، وهذا سبب كثرة المصادر عندي. 
كثرة المصادر، وكثرة المسانيد، التي اعتمدت عليها، كيف تعطي نفسا للكاتب، يعني هل المسألة صعبة بالنسبة للكاتب؟
اكيد جدا صعبة، انا كنت اتتبع القضايا من خلال توحيد العمل، اي اعمل عملا واحدا ولا ادخل في العمل الثاني حتى انهي عملي الاول، لكي لا تختلط عليّ الامور، وعندما عملت في هذا الموضوع وضعت كل جهدي في الليل والنهار في هذا المجال، فأي مكتبة ادخل او اي مصدر اراه لابد ان اتبعه فترى مثلا اني اخرجت مصادر من لسان العرب، فلو تلاحظ ان لسان العرب لاعلاقة له في التأريخ ولا الامامة، ولكن تركيزي على الموضوع جعلني احصل على مصادر من هذا الكتاب، ولهذا ترى كثرة المصادر، وطبعا هذا الشيء صعب، ولكن حاولت ان انجح في هذا المجال.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=155341
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 05 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20