• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الكل يعرف آيدن .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

الكل يعرف آيدن

الأحلام قادرة أحياناعلى جلب الشهرة، وخاصة حين تكون الحياة بسيطةوتعيش وسط المجتمعات المتآلفة لكل انسان في هذه المدينةيعرف (آيدن)، ولابد أن حلم آيدن قداستوقفه والذي هو ملخص أمانيه،والذي لخص فيها كل مساعي حياته أن يبني ولعائلته بيتاً،.
 كان يقول عند العاصفة: لاينفع الانسان سوى الملجأالذي يأويه، كان معظم الناس يردوون مقولته المشهورة بين ناسه وأهل؛ لكونه يكررها دائماً:(البيت وطن).
 يحتويني السؤال وأنا أقف أمام باب البيت ليحدثني أصدقاؤه عن الحلم الذي كان يسعده،بقدر ما كان يؤذيه، كان حلمه ثرثاراً لايسكت فيه، ومن الأمورالممتعةأن تراه وحيداً وهو يحلم، كان يحلم ببناء البيت، البعض يتساءل لِمَ لايملك(آيدن) بيتاً..؟ كان يجيبهم:الفقر ليس عيبا، لكن الجميع يعرف روحه المثابرة في العمل،وكان معروفاًبطيبته ومرحه وشعبيته وحسن المعاملة مع الجميع،وكاد يصل الى تحقيق أمنيته، لولاسعي الجناة باحتلال العراق.
تغيرت سماته، فصار يتحدث بلهجة الواثقين بالثورة والانتفاضة،وبمؤازرةالفتوى العظيمةورفض السكوت على تجاوزات الدواعش التي أهانت الإنسانية والوطن، ربما البعض يتساءل في مجالسه:هل سكت حلم آيدن، أم اصبح يفكرفي مساحةأبعد..؟ وكانت تصله مثل هذه التساؤلات،فيجيب: ما نفع البيت والوطن غير آمن..!
 الكثير من الأصدقاءفاجأهم هذا الوعي، وأصبح مثلاً لكل حديث،ومحفزا ًللجميع على النهوض بمسؤوليته اتجاه القضية الأهم(الوطن في خطر)، صار يلهج نهاره وليله بهذه الجملة المرعبة (الوطن في خطر)، ويتابع اخبار النازحين والمذابح التي تحدث هنا وهناك، ما عاد احد يسمعه يتحدث عن البيت او بناء البيت، كان يؤلمه حين يرى أصدقاء الحشد يلتحقون وهو باقي وفيهم من احباب الحشد أخوه لايريد ان يبقى وحيداً،كان يقول لأخيه: خذني معك لنبني الوطن لنعمره بالأمان.
 واحد يسأل أخاه: من أين لآيدن هذا الكلام الكبير..؟ كان الجميع يحترم هيبة أحلامه التي تنامت وتحولت من بناء بيت الى التفكير الجاد لبناء الوطن، وهو لايتردد أن يشيع كلماته بكل ضمير حي، لايمكن لهذا الوضع ان يبعثر احلامناحتى لو تاه البعض منا لحين، يشهد اقرانه في القتال أن آيدن خليل كان يجعلهم يبتسمون في احرج المواقف، هذا المرح كان يسميه(رزق الهي)، ويقول: ان روح المرح هبة من الله تعالى والابتسامة رزق، وايام المواجهات الطويلةالتي تحتاج الى صبر وسهر ويقظة كان هذا الرجل لايعرف النوم، ولا يجيد الا الحكايات الطريفة الظريفة التي تبعد عن الانسان القلق،وتجعله ينصهر في بوتقة الحياة، يصف بعض المقربين من اللقاء الأخير انه استشهد وهو يبتسم ويقول: الان ستعرفون عنوان بيتي، وصار الكل يعرف (آيدن) ويعرف عنوان بيته..!




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=154365
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 04 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28