• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : كيف نستقبل شهر رمضان .

كيف نستقبل شهر رمضان

 إن شهر رمضان ليس زمناً عادياً بالمعيار الإلهي، بل هو زمن مميّز مبارك وعظيم عند الله.

 من هنا نفهم النصوص الكثيرة التي توجه المسلم لاستقبال شهر رمضان المبارك. إن على المسلم أن يتهيأ نفسياً وعملياً لاستقبال هذا الشهر الكريم. ويندرج في هذا السياق ما ورد عن الإمام الرضا عليه السلام ، فقد روى عبدالسلام بن صالح الهروي قال دخلت على أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام في آخر جمعة من شعبان فقال لي يا أبا الصلت: 

إن شعبان قد مضى أكثره وهذا آخر جمعة منه فتدارك فيما بقي منه تقصيرك فيما مضى منه، وعليك بالإقبال على ما يعنيك وترك ما لا يعنيك وأكثر من الدعاء والاستغفار وتلاوة القرآن وتب إلى الله من ذنوبك ليقبل شهر الله إليك وأنت مخلص لله عز وجل، ولا تدعن أمانة في عنقك إلا أديتها، ولا في قلبك حقدًا على مؤمن إلا نزعته، ولا ذنبا أنت مرتكبه إلا أقلعت عنه، واتق الله وتوكل عليه في سر أمرك وعلانيتك.............

وضمن إطار التهيؤ للشهر الفضيل تركز لنصوص على جملة أمور عملية ومنها:

أولاً: أن يراجع الإنسان نفسه ويصحح أخطاءه. فقد حثت النصوص الشرعية الإنسان المسلم على استباق الشهر الفضيل بإعلان التوبة والأوبة الى الله من ذنوبه ومعاصيه، وذلك حتى يدخل إلى الشهر الكريم وهو نقي من الذنوب والآثام، وورد في الرواية

 (وتب إلى الله من ذنوبك ليقبل شهر الله إليك وأنت مخلص لله عز وجل)، ينبغي للمرء أن يتفكر لحظات يحصي فيها أخطاءه وذنوبه، ثم ليقرر الاقلاع عنها، فالتوبة تعني الإقرار بعدم العودة للذنب والخطأ.

ثانياً: أداء حقوق الناس. وذلك بأن يقرر المرء قبل حلول شهر رمضان، أن يؤدي الحقوق المادية والمعنوية للناس، فإذا كان للناس عليك حقوق مالية فبادر لدفعها وتبرئة النفس منها، ويعجب الإنسان من القادر على أن يعطي الآخرين حقوقهم ولا يبادر لفعل ذلك، ويشمل ذلك بطبيعة الحال الحقوق الشرعية، فهي لله تعالى من جهة وللناس من جهة أخرى. إن على الإنسان أن يصفي هذه الحقوق لأنه مقبل على الصيام فليكن افطاره على طعام ورزق حلال.

 وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله: (كلوا الحلال يتم لكم صومكم) ، ذلك ان من يحمل على عاتقه حقوق وأمانات الآخرين فيأتيه شهر رمضان فلا يصفي هذه الحقوق التي عليه، فيخشى أن يكون ماله مشبوها في كثير من الحالات.

 وورد عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله حديث آخر جاء فيه: (العبادة مع أكل الحرام كالبناء على الرمل) ، إن البناء على الرمل لا يثبت بل هو أقرب للزوال، وهكذا ثواب العبادة التي يتبعها أكل الحرام فهو معرض للتلاشي والانتهاء.

وضمن إطار التهيؤ للشهر الفضيل تركز لنصوص على جملة أمور عملية ومنها:

ثالثاً: تطهير القلوب من الأحقاد. اذ ينبغي على المسلم أن يستقبل شهر رمضان المبارك بالصوم والدعاء والمناجاة والعبادة بقلب نقي طاهر، أما إذا كان قلب المرء أسوداً يحمل الحقد على هذا وذاك، فإن هذا القلب لن يجلب النظرة الإلهية ، فالله تعالى لا ينظر إلى ذوي القلوب السوداء المليئة بالحقد. من هنا فإن على المرء أن يصفي نفسه من الأحقاد في هذا الشهر الفضيل.

 ورد عن الإمام الرضا عليه السلام (في أول ليلة يغل المردة من الشياطين ويغفر الله في كل ليلة لسبعين ألف فإذا كان في ليلة القدر غفر الله لمثل ما غفر في رجب وشعبان وشهر رمضان إلى ذلك اليوم، إلا رجل بينه وبين أخيه شحناء فيقول الله عز وجل أنظروا هؤلاء حتى يصطلحوا)، فلماذا يحرم الإنسان نفسه من مغفرة الله ورحمته لمجرد أنفة وحمية تحجزه عن حل مشكلة مع أخيه.

رابعاً: ينبغي للمسلم أن يضع لنفسه برنامجاً عبادياً خلال الشهر الكريم. فلا ينبغي  أن يكون يوم صومك كيوم فطرك، فأين برنامجك لقراءة القرآن الكريم وأينك عن الدعاء والعبادة وصلاة النوافل وصلة الرحم ومساعدة الفقراء وطلب العلم والمعرفة. للقيام بجل هذه الأمور ينبغي أن يضع الإنسان لنفسه برنامجاً يستثمر خلاله هذا الشهر الكريم.

نحمد الله تعالى أن بلغنا وإياكم شهر رمضان المبارك، ونسأله تعالى أن يبلغنا صيامه وقيامه وأن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال والطاعات. وأن يوفقنا وإياكم للاستفادة من بركات هذا الشهر الكريم.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=154210
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 04 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20