• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : قراءة في سورة يوسف (عليه السلام) ( 14 ) بيامين يلتقي يوسف (عليه السلام)  .
                          • الكاتب : السيد عبد الستار الجابري .

قراءة في سورة يوسف (عليه السلام) ( 14 ) بيامين يلتقي يوسف (عليه السلام) 

 ﴿وَلَمَّا دَخَلُوا عَلَىٰ يُوسُفَ آوَىٰ إِلَيْهِ أَخَاهُ ۖ قَالَ إِنِّي أَنَا أَخُوكَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ، فَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ، قَالُوا وَأَقْبَلُوا عَلَيْهِمْ مَاذَا تَفْقِدُونَ ، قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ ، قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ ، قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ ، قَالُوا جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ ۚ كَذَٰلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ﴾ 
الايات الشريفة استفصلت في كيفية لقاء يوسف (عليه السلام) ببنيامين وكيفية التحاقه وتفصيل الطريقة التي تمكن بها يوسف (عليه السلام) من ابقاء بنيامين معه وعدم ارجاعه الى ابيه، وهنا من المستحسن التوقف عند بعض الدلالات التي تشير اليها الآيات الكريمة:
1.  عند وصول بني يعقوب (عليه السلام) الى مصر، تظهر الآية الشريفة ان اخوته دخلوا عليه، أي ان يوسف (عليه السلام) استقبلهم مرة اخرى، ولكن في هذه المرة اختص بأخية بنيامين، واخبره انه اخوه.
2.  يظهر من الآية الشريفة ان اخوة يوسف (عليه السلام) بعد ما ارتكبوه بحقه كانوا على نفس النهج مع اخيه، ويدل عليه قول يوسف (عليه السلام): ﴿فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ فهم لو كانوا قد غيروا منهجهم في التعاطي مع بنيامين ربما عبر القران بما عملوا، أي بما تسببوا به من ابعاد يوسف (عليه السلام) عن ابيه وحرمان اخيه منه، ولكن حرف المضارعة دال على الاستمرار، ويعضد ذلك قول يعقوب (عليه السلام) لهم: 
﴿ قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلَّا كَمَا أَمِنْتُكُمْ عَلَىٰ أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ ۖ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ 
3.  تصرح الآية ان ابقاء بنيامين في مصر كان بتدبير من يوسف (عليه السلام)، وكذلك يبدوا ان فترة اقامة اخوة يوسف (عليه السلام) في مصر قبل عودتهم منها كانت في القصر، حيث فقد صواع الملك واتهم اخوته بسرقته.
4.  تعبر الآية تارة عمن خاطب اخوة يوسف بصيغة المفرد واخرى بصيغة الجمع حيث ورد فيها فأذن مؤذن وورد ايضاً: ﴿ قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ﴾، ومن هنا سيكون مجملاً من الذي بدأ بتفتيش الاوعية اهو يوسف (عليه السلام) ام الذي اذن كما سيأتي في دلالات  الآيات القادمة.
5.  كما ان الظاهر من العبارة التي ساقتها الآية الشريفة ان المصريين استدرجوا اخوة يوسف (عليه السلام) لتقرير عقوبة من يوجد الصواع في رحلة.
6.  في مجمل الآيات الكريمة التي تعرضت لقصة يوسف (عليه السلام) لم يثبت على اخوته من سوء سوى حسدهم له وايذائهم اياه واخيه بنيامين وعقوقهم ليوسف (عليه السلام) اما سوى ذلك من الخطايا فلا يوجد دليل في الآيات الكريمة على ارتكابهم لمثل هذه الآثام، ولذا كانوا مطمئنين من عدم وجود الصواع في اوعيتهم.
7.  لم تتحدث الآيات الشريفة عن كيفية لقاء بنيامين بيوسف (عليه السلام) وكيف عبر كل منهما عن مشاعره تجاه اخيه بعد تلك السنوات الطويلة من الفراق والبعد والحرمان، وهذا يبين منهجاً قرآنياً في عرض الاحداث انه لا يركز فيه على الجوانب الشخصية وان كان الحديث يتناول قصة من اشد القصص اثارة للعاطفة والاحاسيس والمشاعر الانسانية.
8.  هناك سؤال يطرح نفسه في هذه القصة وهو كيف يبقي يوسف (عليه السلام) بنيامين عنده مع ان ذلك موجب لإضافة حزن لقلب يعقوب (عليه السلام) مضافاً الى حزنه على يوسف (عليه السلام)، اليس ذلك عقوقاً ليعقوب (عليه السلام) كما عقه ابناؤه من قبل عندما باعوا يوسف (عليه السلام) وابعدوه عن ابيه؟ يجب ان تقرأ هذه المسألة في ضوء عصمة يوسف (عليه السلام) وكونه من عباده المخلَصين لتفسر تفسيراً صحيحاً.

لمتابعة مقالاتنا على التلكرام يمكن الانضمام عبر الرابط                                                                                                                                                                                                           https://t.me/abdulsettarquranstudys




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=154114
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 04 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29