• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : الزئير .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

الزئير

   التقيت الحارث بن الصمة وانا اعرف من اقابل، فسألته ليحدثني عن مقتل حمزة بن عبد المطلب (سلام الله عليه)، رأيته يذوي من الحزان وهو يقول لي: لقد هيجت مواجعي، فأنا اعتقد ان لا هجعة لهذا الزئير، فقد كان حمزة بن عبد المطلب من أعظم أبطال العرب المسلمين وشجعانهم، وكان قد قتل يوم بدر عتبة - أبا هند - كما قتل اخاها، وكان يوم أحد كما كان يوم بدر أسد الله وأسد رسوله، وسيف الله البتار، يخوض وسط المشركين، لا يدنو منه أحد إلا بعجه بسيفه. 

وقد شارك حمزة (رضي الله عنه) في غزوة بدر أولى غزوات المسلمين، وقتل فيها كثيراً من المشركين وعلى رأسهم شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة، وقد آلم ذلك كفّار قريش وعلى رأسهم هند بنت عتبة التي أضمرت الثأر في نفسها من حمزة فكلّفت عبداً حبشياً يُدعى وحشي ليقوم بمهمة قتل حمزة..!
فقال لها: أما محمد فلا حيلة لي به..! فقد أحدق به قومه كالحلقة. وأما علي فإنه إذا قاتل كان أحذر من الغراب، وأما حمزة فإني أطمع أن أجيبه؛ لأنه إذا غضب لم يعد يبصر ما بين يديه.
قال وحشي: إني والله لأنظر إلى حمزة وهو يهدّ الناس بسيفه هدّا ما يلقى أحداً به إلا قتله، وقتل سباع بن عبد العزى. قال: فهززت حربتي ودفعتها عليه، فوقعت في ثُنّتِه حتى خرجت من بين رجليه، وأقبل نحوي فغُلِب، فوقع. 
ولما علمت هند بمصرع حمزة، لم تكتف بذلك، بل أقبلت إليه فبقرت بطنه، وجذبت بيديها كبده وقطعت منها قطعة ووضعتها في فمها وجعلت تلوكها بأسنانها ولكن لم تستطع أن تبتلعها. وقيل: إنها قطعت مذاكيره وأنفه وأذنيه ثم جعلت ذلك مسكتين ومعضدتين حتى قدمت بذلك مكة، وقدمت بكبده أيضاً معها. 
ولم يقف هذا الحقد الأعمى عند هند فقط بل تخطاها إلى زوجها أبي سفيان، فإنه حين مر بحمزة طعنه في شدقه برأس الرمح.
وبعد أن انتهت المعركة، وتفرغ الناس لدفن القتلى، قال النبي (ص): من له علم بعمي حمزة؟ قلت: أنا أعرف موضعه يا رسول الله..! وقفت عليه فرأيته بتلك الحالة التي تركته عليها هند، فكرهت أن أرجع الى النبي وأخبره.
فالتفت رسول الله (ص) إلى علي، وقال له: أطلب عمك الحمزة. وأقبل علي نحو عمه، فلما وقف عليه كره أن يخبر النبي بحاله.
فخرج رسول الله (ص) بنفسه حتى وقف عليه، فلما رآه بتلك الحال بكى، وقال: والله لن أصاب بمثلك أبدا، وما وقفت موقفاً قط أغيظ عليّ من هذا الموقف.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=154001
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 04 / 11
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19