من البديهي معرفة أن عامل الثقة بالنفس العمود الفقري لثبات شخصية الإنسان، فتشتت هذا العامل في الشخصية يجعلها مشتتة وإزدواجية التعامل -مع نفسها ومع الآخرين- فنراها متغيرة التصرفات في كثير من المواقف، الأمر الذي ينذر بخلل في هذه الشخصية ينبغي الإلتفات له ومعالجته بأسلوب علمي.

تجدر الإشارة، إلى أن الثقة بالنفس وتقدير الذات يتناسبان طرديا، فكلما زاد تقدير الأشخاص لذواتهم، زادت ثقتهم بأنفسهم، فهذا الشخص لديه ثقة بقدراته وإمكانياته نابعة عن إمتلاكه مستوى من السواء النفسي غلبت اللاسواء (يتمتع بصحة نفسية جيدة).

ووفق ما ذكر أنفا، نحن من يصنع غرور الآخرين، والقصد هنا تأييدنا بطريقة أو بأخرى للتصرفات الناتجة عن الأشخاص المجردين بنسبة كبيرة من عامل الثقة بالنفس نتيجة إنخفاض تقديرهم لذواتهم، بدلا من أن نسعى إلى مساعدتهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة بتبصيرهم بالسمات الإيجابية حول شخصياتهم، وكيف يكون لهم الدور البارز بإضفاء معنى على حياتهم. لذا يحاول هؤلاء الأشخاص التعويض السلبي عن النقص الذي يشعرون به في شخصياتهم.

‏ختاما، نحن من يصنع غرور الأشخاص من خلال أسلوب الحياة الذي نتخذه في تعاملنا معهم، فبعض الأشخاص عندما نبالغ في تقديرهم وإهتمامنا بهم، فإن ذواتهم تميل إلى أسلوب "التعالي على الآخرين"، الأمر الذي ينذر إلى خطر في تدني مستوى الصحة النفسية لدى هؤلاء، ما ينعكس بدورة على الوسط الإجتماعي الذي ينشطون فيه.