• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : (على ضفاف لقاء) في وفاة عبد المطلب جدّ النبي (ص) .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

(على ضفاف لقاء) في وفاة عبد المطلب جدّ النبي (ص)

  بالتأكيد أعرفه، فهو الشيخ الصدوق محمد بن علي بن الحسين من أعظم علماء القرن الرابع الهجري، رحت أحدثه عن احتفائنا بوفاة عبد المطلب، فقال الشيخ الصدوق (رضوان الله عليه): كان قبل وفاته كثيراً ما يوصي ولده أبا طالب بمحمد (ص) قائلاً: يا بُني..! تَسلّم ابن أخيك، فأنت شيخ قومك وعاقلهم، ومَن أجدُ فيه الحِجى دونهم، وهذا الغلام تحدّثت به الكهّان، وقد روينا في الأخبار أنّه: سيظهر من تهامة نبيٌّ كريم، وقد رُوي فيه علامات قد وجدتها فيه، فأكرِم مثواه، واحفظه من اليهود فإنهم أعداؤه .

فأجابه أبو طالب: قد قبلت، واللهُ على ذلك شاهد، ثم مدّ يده إليه، فضرب بها على يد ابنه أبي طالب قائلاً: الآن خُفّف علَيَّ الموت، وودّعه عبد المطّلب وهو يقبّله قائلاً: أشهد أنّي لم أرَ أحداً في ولدي أطيب ريحاً منك ولا أحسن وجهاً .
قلت: شيخنا الجليل، هل يعقل أن يخلو هذا الرجل من الايمان بالله كما يدعون، والمعروف ان النبي (ص) لا يولد إلا من صُلب مؤمن، فقال الشيخ الصدوق: 
أولاً عليك ان تعرف ما دمت معزيا هذا الرجل البهي انه توفّي في مكّة سنة (9) من عام الفيل، ورسول الله(ص) له من العمر ثماني سنين، ولعبد المطلب مائة وعشرون سنة، وقيل مائة وأربعون. أعظمت قريش موته، وغُسل بالماء والسدر، وكانت قريش أوّل مَن غسل الموتى بالسدر، ولُفّ في حُلّتين من حلل اليمن قيمتهما ألف مثقال ذهب، وطُرح عليه المسك حتّى ستره .
وحُمل على أيدي الرجال عدّة أيّام إعظاماً وإكراماً وإكباراً لتغييبه في التراب.
قال الشيخ الصدوق: وعليك ان تعلم انه كان يعتقد بوحدانية الله تعالى، وكان يبتعد عن عبادة الأصنام، وكان يوحّد الله، ويوفي بالنذر، وقد سنّ الكثير من السنن التي أقرّها الإسلام.
 قال النبي (ص): ((إن الله يحشر جدي عبد المطلب بسيماء الأنبياء وهيبة الملوك)). كان عبد المطلب يدين بالحنيفية الإبراهيمية ــــ نسبة إلى إبراهيم الخليل عليه السلام ـــ ولم يكن يعبد الأصنام، يقول المسعودي أحد المؤرخين المسلمين الذي عاش في القرن الثالث الهجري: لم يكن عبد المطلب ولا أجداد النبي (ص) الآخرين يعبدون الأصنام. وحدثني مولاي الامام الصادق (عليه السلام): ((أنّ النبي (ص) قال للإمام علي (عليه السلام): لم يكن عبد المطلب يلعب القمار، ولم يعبد الأصنام، وكان يقول: أنا على دين أبي إبراهيم)).
ولقد أجرى عبد المطلب خمس سنن في الجاهلية قد أقرّها الله في الإسلام: 
فقد حرّم زواج الابن من زوجة أبيه.
لمّا حفر بئر زمزم ووجد فيه المجوهرات التي رماها آخر حكّام جرهم، وهي الهدايا المقدمة للكعبة، أخذها له ودفع خمسها فقط.
لما حفر زمزم سماه سقاية الحاج.
جعل عبد المطلب ديّة المقتول مئة ناقة. 
 وينقل عن أم أيمن: أنّ النبي (ص) مشى خلف جنازته وهو يبكي حتى وصلوا إلى محلة الحجون حيث دفن عبد المطلب إلى جانب قبر جده قصي بن كلاب.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=152947
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2021 / 03 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19