• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : قراءة انطباعية في نص / سلطانتي / للكاتبة رحاب البهادلي .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

قراءة انطباعية في نص / سلطانتي / للكاتبة رحاب البهادلي

( النص )

سلطانتي
                                  (  رحاب سالم البهادلي) 

سألَ سائل عَن وَصفِها وقال: صفها لنا؟، وهل تستطيع أن تصف شعورك عن أول لقاء  ؟،وكيف عشت حياتكَ معها؟، وماهي بالنسبة إليك؟، ومامعنى وجودها في حياتك؟، 

أجبتهم: بتواضع الكلمات سأخبركم عنها، مع أنني اعلم بأن لا أحد في العالم كله يقدرعلى أن يصفها بالقدر الذي تستحق، لكنني سأحاول أن أصف لكم مشاعري وإحاسيسي نحوها بالقدر الذي استطيع … منذ أدركت أنني كائنً حي من خلق الله عز وجل، وإن ماأسمعهُ من صوت رقيق يأنس وحدتي هو صوتها، أحببتها بالفطرة، كنت أسترخي على أنغام كلماتها الحساسة وصوتها العذب، عندما ترتل لي كلمات أستأنس بسماعها، وعندما آن الأوان أن أرى وجهها، تسائلت، كيف يبدو منظرها، 

بدأ قلبي ينبض بقوة وبدأت تقترب ساعة اللقاء، بالرغم من أنِ لم اشأ الخروج من قوقعتي التي أسكن فيها وعالمي الجميل الذي كنت أعيش فيه، إلى إن شوقي لِلِقائِها و مافرض علي من أمر محتوم، 

خرجت من عالمي إلى عالم الدنيا، بعد أن أدركت أني  أتنفس بأنفاسها، فكان أول عطر أشمهُ هو عطرها بعد أن ضمتني بين ذراعيها بقوة، وقبلتني بشوق، كانت تنظر في وجهي متبسمة وأنظر في عينيها متأملاً، وكأني أرى هذا العالم أجمل من عالمي الذي كنت أسكنه، فمن خلال نَظراتِها أحببت المكان، وأنا الذي كنت أرفض أن أكون في هذا العالم المجهول بالنسبة لي، عشقت عالمها، صرتُ مصدر سعادتها، وصارت ملجأي وملاذي،

حلمت وحققت أحلامي وأيقنت أني حلمُها الكبير، كبُرتْ وَكَبُرت، وأشتد عودي وأوهن عودها، علمتني كيف أعيشُ الحياة، وبأي طريقة، وكيف يكون لي هدفٌ في هذه الدنيا، فصرت أراها سلطانتي التي خلقت لخدمتها، 
علمتني كيف يكون الحب، عشقتها، عشت بمملكتها عبداً، عاملتني معاملة الملوك، وأحترمتها، عرفّتني للناسِ سيداً، تَعِبتْ لأرتاح أنا، ونمتُ وسَهِرت هي، لطالما كانت وسادتي الناعمة التي أرتمي بين أحضانها ، تعلقت روحي بها،وتعلق قلبها بي، 

سلطانتي ما أعظمكِ من سلطانة، أعرف أن حروفي  لكِ لن توفِ مهما قلتُ من كلمات، أنتي أجمل نساء الكون في نظري، سأسجد لله سبحانه وتعالى شكراً في كل يوم على نعمة وجودكِ في حياتي، ياجنتي وناري، ياقدري الجميل أعلم اني قد أتعبتكِ، 

يسألوني عنكِ، وحروفي تعجز عن وصفك، ولو وصفتُكِ بالدنيا هل يكفي هذا الوصف ،لا لن يكفي لأنكِ دنيايَ وآخرتي، أمي مع كل إشراقة شمس، أرى صورتك أمامي، 
أراكِ تشرقين فتملأين الكون ضياءً، والسماء إشراقاً، ومع كل تغريدة طير كان صوتك الناعم الدافئ يدخل في سمعي، هذا الصوت المغرد يعطي الحياة لحناً،

أمي ياقلبي الذي بين أضلعي، يا نبض حياتي، ماذا أقول؟ واي كلماتً تفي لصفاتكَ الجميلة والنبيلة؟، أمي يامن تناغيني فأفرح، وتظميني لصدرك فأطمئن،هل أذكر لهم شذى عطركِ الجميل؟، 

ام ابتسامتكِ المنيرة التي يزهو بها الكون، ودعاؤكِ الذي يملأ دربي بالخيرات، ياروحي أنتِ وياوطني،أمي لولا ان الموت حق علينا لرفضت الموت، حتى لا تُحْزنَ روحي قلبكِ الرقيق،أمي يا هبة الأقدار، يا أروع ما خلق المَنَانْ،

يسألوني عنكِ، فأقول: لا تسأل ياسائلي عن جنتي ماوصفها، فلن أستطيع أن أصف لكَ حتى اظفرها،




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=150341
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 11 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20