• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : ( قراءة انطباعية في نص  الكاتبة هبه علي ) .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

( قراءة انطباعية في نص  الكاتبة هبه علي )

( النص )
كلمات تتزاحم داخل هذا الرأس الصغير... عالم لا متناهي.. ولكن عند محاولة التسطير اجد ان ما ظننته بحرا زاخرا ليس سوى بركة ماء على قارعة الطريق.. اذكر اني حين كنت صغيرة كنت كثيرا ما اظن انني ساتمكن من كتابة قصة! حاولت مرارا و لم احصل من كل هذه المحاولات الا على اوراق ممزقة قابعة في سلة مهملة في زاوية الغرفة.. ثم كبرت قليلا و حيث لا يخفى على احد فان لمنتصف العمر حكاية، ففتيات هذا العمر وهن يتأرجحن بين الطفولة والانوثة لا بد ان تكن لهن بعض سطور... هذه السطور قد لاتكون مسجوعة كما ينبغي ولا متينة النصوص ولكن هذه السطور ستراها تنبض بمشاعر مختلفة ومتضادة احيانا... والى هنا توقف كل شئ لم اعد اجد الرغبة بالكتابة ولم تكن تستهويني مكنونات نفسي حيث ان اي ام حديثة ستجد نفسها عطشى لتلقي بعض المعرفة للتعامل مع هذا الحدث المهول الذي لا بد له من ان يغير مجرى حياتها ويتملك كل احاسيسها ووجدانها.... هنا بدأت مرحلة القراءة حيث ان الكتابة ماعادت تجدي نفعا وهذا الغرور والاعتزاز بما تملكه من كلمات قليلة يفنى فانت اصبحت تعرف ان كلماتك تلك ما عادت تسمن او تغني من جوع وحان الوقت لان نتعلم.. بعد رحلة زاخرة بالاحداث كان بطلها القراءة المتنوعة التي شدت ازري لمواصلة المسير.، يكبر الصغار... واجدني احدث نفسي من جديد، قد لا يكون حديثي من بنات افكاري، ربما كان جمل متطايرة من هذا الكتاب وذاك جمعتها شتات عقلي لتكلمني وتجادلني احيانا عن محاولة لتغيير عالم بائس ضاقت فيه الارض بما رحبت... ليبرز امامي منشور يخبرني ان باستطاعتي كتابة ما اشاء وطالما ان الله رقيبي فلا ضير فيما اكتب... فكتبت بضع سطور


&&&
( القراءة الانطباعية ) 
لكتابة القصة مواقف حياتية  وقيل انها محاولة لفهم  الذات  والقاصة ( هبة علي )  في قصتها الغير معنونة  ، والتي شاءت ان تكتبها باسلوب الخاطرة  ، اعتمدت على سرد الحكاية أو فحوى الرسالة ، ظاهرة نفسية  تعبر  عن مشاعر  النفس والتأثير في الوجدان والعاطفة ، قضية الكتابة هي فعلا زحام في الراس ، لابد للمبدع ان يستنبط منها  المؤثر  وهذا الاستنباط  / الانتقاء يحتاج الى خبرة في الكتابة لكي تكون  قادرة على حمل تلك المشاعر  ،أرى ان الكاتبة هبة علي كانت دقيقة في نقل الصراع / في كيفية بناء النص بلغة متمكنة من احتواء فلسفة الحياة ، تحت مظلة الاقتناع اقتناع المبدع بما يكتب  / تلك محنة ،فهي تقول ( عند محاولة التسطير  اجد ان ما ظننته بحرا زاخرا هو ليس سوى بركة ماء على قارعة  الطريق ) البحث في المضامين النفسية  يعني ان هناك عافية نفسية تبعد كاتبتها عن الوهم و انها بحثت  في الوجهة الصحيحة واللارضى  هذا هو ضمير الكتابة  / وجدان الابداع لايدع المبدع ان يرضى عن منجزه  ويبقى يبحث العمر كله عن منجز يرضيه ، كتبت لنا( هبة علي ) سيرة ذاتية لمنجز الكتابة  / البحث عن الفكرة / هو لماذا نكتب  تعلل لنا ان الكتابة الشبابية تنبض بالمشاعر وقد تكون متضادة / هذا طبيعي لان مزاجيات هذا العمر تقلبية غير مستقرة سريعة التأثر بالواقع  وتتغير حسب تلك التأثيرات  وتقول قد لاتكون ناضجة فنيا ، نحن معها  لكنها اعطت  السجع منزلة المتانة ، وهذا الامر يحتاج الى تأمل  / المتانة اس من اسس  الجودة  لكن السجع من محسنات بديعية وهي ليست ضرورية كما المتانة ، ، تحدثت الكاتبة عن  قضية التوقف عن الكتابة وعدم  الرغبة في الكتابة تقول ( لم تكن تستهويني  مكنونات  نفسي ) مرحلة  التوقف عن الكتابة تعني ان العقل  يبحث عن الثراء الفكري ولهذا ان التوقف  سيحرك  الشغف  فكل مبدع  تمر في حياته  قضية اللا رغبة لهذا ستتحول الرغبة الى القراءة ، الكاتبة /هبة علي/ كاتبة متمكنة من ادواتها باغتتنا بيقظة الكشف الخفي فهي حولت بطريقة متقنة خفية السرد الذاتي للموضوع الى دلالات  السرد الذاتي، كتبت ( ان أي ام حديثة  ستجد نفسها عطشى  لتلقي بعض  المعرفة للتعامل مع هذا المهول الذي لابد ان يغير مجرى حياتها ، ويتملك كل احاسيسها  ووجدانها )نضوج عالي  لمفهوم الكتابة  التي تنظر اليها بعين عدم الرضى وقضية تغيير مجرى الحياة  / قوة دلالية ،/ هذه هي مفاتيح السرد الذكي / عملية  القبض على المعنى  لتصل  الى الشعور بعطش القراءة ( وحان   الوقت لأن تتعلم / بعد رحلة زاخرة  بالاحداث كان بطلها القراءة المتنوعة / ونقرأ في مكان تالي ( قد لايكون حديثي من بناة افكاري  ربما كان جمل متطايرة من هذا الكتاب  وذاك جمعتها شتات عقلي ، الهي ما تفعل هذه ( الهبة علي ) انها تفلسف لنا امور في غاية الدقة بعيدا عن التقريرية / تحليل فلسفة الكتابة  والتأثر الخفي في التناصات اللا شعورية  والتي هي تأتي حصيلة  القراءة المتنوعة ، هذه التناصات او التعالقات تفاعل انظمة اسلوبية /اعادة ترتيب  ، تلميح  المتعلق بالبنية أو الموضوع ،
ومفهوم  هذا التناص  ابداعي والكاتبة مدركة لما تفعل ، افكار تسعى لتغير العالم ، وهذا الوعي  قادها الى منطقة  الثقة بما تكتب فهي مؤسسة  بوجدان الكتابة ،هناك نقطة مهمة اود ان اهمس بها للكاتبة التي صرت اخشى عليها من دقة الوعي  النقدي  اي قصدية الكتابة المدركة  خشية  ان تنهي لديها  عفوية الكتابة




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=150274
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 11 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18