• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : واقعة الطف منبع الحياة .
                          • الكاتب : يقين نعمه صافي .

واقعة الطف منبع الحياة

 كيف لواقعةٍ أن تغير مجرى العالم ؟! ماالذي قد حدثَ ذلكَ اليوم ؟! لماذا قد يأتي أكثر من عشرينَ مليون شخصٍ من مختلف فِئاتِ الاعمار مشياً على الأقدام قاطعينَ مِئات الكيلومترات فقط لزيارة قبر ؟! مَنَ صاحب ذلك القبر ياتُرى ؟! أيُّ نبي هو أيُّ مرسلٍ أيُّ كتابٍ قد تنزَّل ، أيّ طفٍ هذا الكل يُحيي ذِكراهُ وأنا لا أعلمُ عنه إلا عنواناً قد رأيتهُ مُعلقٌ في مكانٍ عام ندعُوكم لحضور (تشابيه واقعةِ الطف)إرتسم هذا الذكر فيّ ، لم أستطع نسيانَ ذلكَ العِنوانِ وبدأتُ بحثي عن خيطٍ رفيعٍ يُوصلني للطفِ وأصحابهِ . من أسرعِ الحلول التي تبادرت إلى ذهنيَ أن أكتب ذلك الأسمُ المبهم لأُزيلَ إبهامه في محركِ البحث جوجل .. فكانتْ النتيجة (الطف في اللغة العربية..طفا وارتفع،دنا وتهيأ) أهذا هو الطف ! إنتقلت إلى موقع اليوتيوب .. طفْ .. فَظهرتْ لي قائمةٌ واسعةٌ من مقاطعِ الفيديو أخترت أولها كان تحت مُسمى (تشابيه واقعة الطف+المقتل) فتابعت مُحتواه (رجالٌ تُذبح ، خيامٌ تَحترقُ ، أطفالٌ تصرخُ العطش العطش ونساءٌ تُضرب بالسياط ، على ثيابِهم قد خيم اللون الأسود والأخضر مادلَ على فاطميتهم إلا إنها مُشِبةٌ بِها النيران ، رضيعٌ ضمأنٌ يودَ رشفةَ ماءٍ فتم سُقياه بسهم ثلاثي ملأتْ دِماءُه أحضانَ أبيهِ .. ألتقط أنفاسهُ الأخيرهَ على صدرِ من إتسع صدرَهُ لرؤية قرةَ العين يُقتل بين يديهِ ، شاباً في مُقتبل العمرِ ألتفَ حولهُ ألاف الرجالِ قطعوّه إرباً إربا أمامَ ناظريّ والديهِ ...) الحديث يطول عن اولئِكَ الفتيةِ وأصحاب الشيبةِ كانوا مؤمنين باللهِ متيقنين بما يفعلون . رجلٌ اسودكعتمة الليل وآخر ابيض كقمر مُنير .. ونصرانيٌ مؤمن بالمسيح أمن بالحسين وفارسيٌ من لبى نداء (هل من معين) ! التفوا حول الحسين كأوتادٍ شامخةٍ قائلين .. نحن بالرسالة ماضيين وعلى النهج سائرين مادامَتَ النفسُ تأخذُ شهيقاً وزفيرا . أَدمعتْ عيناي حتى بدأت بالبكاء والضجيج دون الشعور بالحالِ الذي كنت عليه ، كيف لهم أن يقتلوا بتلك الوحشية ؟! إن كان ذلك مشهداً فكيف إذن بحقيقة الحقيقة ؟! أثار انتباهي في أخر المقطع رجلٌ يصرخُ قُتل الحسين قُتل الحسين بعد تلك الصرخات هبوا فرحين مستبشرين كأنما ذلك اليوم يوم عيد يتبادلون التبريكات والتهليل لقتل ذلك السيد الجليل .. ما الذي قد فعل أيّ ذنب قد أرتكبَ أيّ جريمة قد فعل ليستبشروا بمقتلهِ . لما الناس الآن يبكون ويأنون حُزانا ولماذا أصبح الحسين مناراً ،منبعاً وشعاراً للحرية ؟ لما الكل بإسمهِ يهتفون ولما هِتفاتهُ تُردد ؟! . أكملت بحثي بمواقعٍ مُختلفه فوجدت شعاراً مشتركاً في ما بينها (هيهات من الذلة) رجلٌ ضحى بنفسهِ بعيالهِ بكل مايملكُ من أجلِ أمةً أبى لها الذُل من أجلِ إعلاء كلمة الله فوق كل شيء رجلٌ خرجَ لإصلاح أمةِ جدهِ التي قد أخذَ الفسادُ والفاحشةُ مِنها مأخذا والفجور زينةً يُزينها بفعلِ منْ أغتصبوا مِنه ولايته رجلٌ لم يرضى أنَ تكونَ أمتهُ راسخةً مُستضعفةً مُستعبدةً من حاكم ظالمٍ جائرٍ طائشٍ ... أرادها أن تكون أمةٌ قويةٌ متماسِكةٌمُنتصرةٌ مَفخرتاً لباقيّ الأمم فهي ليست كباقيّها هي أمة رسول الله الأعظم النبي الأكرم خاتم الرسل والأوصياء صاحب الكتاب المبين محمد بن عبدالله الصادق الأمين . في إحدى المرات التي كنت أتصفحُ بِها وجدَتُ عِنواناً ألهمني بأن التضحيةَ لاتذهبْ سُدىً وماكان للهِ ينمو (إنتصار الدم على السيف) ستبقى تضحية ابن الولي التقي ذِكراً ، تِذكاراً وشِعاراً للأمم .. وها هُنا أكتشفت الرابطَ بين معنى الطفِ في المعجم العربيّ وبِما حدثَ في تلك الواقعةِ فأبن محمدٌ (تهيأ لكتابة أُسَّ الحياة منذ تهيأهُ لمغادرة المدينة المنوره ، ودنا بيقين لتحقيق أفكارهِ بِدنوهِ للموت المحتوم حينما شارف الوصول لأرضِ نينوى ثم أرتفع لله بمقتلهِ في الكرب والبلاء أرض كربلاء ليُّرفِعنا عن الذُل والمهانة..ليرسم لنا منهاجاً جليلاً ) .نعم إن واقعة الطف مِنهاجاً للحياة وكيف لا تكونُ كذلكَ وهي التي وحدتْ الأديان والمذاهب ، لم تفرق بين الطوائفِ . ذلك اليوم الذي أجتمع فيه الأسود والأبيض ولاتجد فيهِ تفريقاً بين من أنت وابن من ومن أي سلالة قد انحدرت فمهما كان شِكلكَ ، ديُنكَ فأهلا بك مادمت إنساناً أتسم بالإنسانية ..إن اقتنعت بالإسلام وإن لم تقتنع فمرحبا بك فَركبَ الحسين للجميع ..(لكم دينكم ولنا ديننا) لاتؤذُنا لا نؤذيكم لاقتالَ يجريَ فِيما بيننا . واقعةٌ اصبحتْ منبعاً للنهوض على الحاكم الجائر .رمزاً للقوةِ لايُسٰمى ، عبير شذرٍ نُسقى مِنه الولاء ، كيف لاتكونَ أساساً نسير عليهِ وهي في كل لحظاتِها دروسٌ وعِبرٌ ، منبعٌ رويَّ يرويَ ظمئنا ، أرتسمتْ فيها التضحية بأجمل الصور والتكاتف بأبهى هيئةً قد تراهُ ذاتَ يوم، نحنُ مَنَ نحنُ؟ لولا ابن فاطمةً . شكراً يالله لأنك تفضلت علينا بالحسين ، شكراً ياحسين لأنك أصبحت منبعاً نستمد منه الحياة .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=149733
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 11 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28