• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حزن حسيني بوحشة الثرى الحسني .
                          • الكاتب : عبد الناصر السهلاني .

حزن حسيني بوحشة الثرى الحسني

تأملوا الحسين عليه السلام ويديه في تراب قبر أخيه المظلوم في بقيع الغرقد، ودموعه على خديه محملة بذكريات ٤٦ عاما عاشها مع اخيه الحسن عليه السلام
كبرا سوياً بحضرة جدهم النبي صلى الله عليه واله، كانا ريحانتيه من الدنيا، يطيل السجود عندما يصعدان على ظهره لئلا يسلب فرحتهما، يلثم هذا بفمه لموضع السم، ويلثم الآخر بنحره لموضع السيف، فقدا قلبه الحاني سوياً.</p>

   بكيا امهما سوياً، شاهدا ظلمها وكيف وقعت مكسورة الضلع بين الحائط والباب، وعاشا يتماً اليماً، حرما من حنان اعظم ام وهما ابنا ٧ و ٨ سنين، وعلما باخفاء قبرها سويا.

   بخدمة ابيهما سوياً، شهدا هضم حقه وكيف ظلمه المنافقون، جاهدا معه سوياً، وأحسّا بمعاناته من انحراف الناكثين والقاسطين والمارقين، حتى قسى الدهر عليهما مجدداً بفراقه، فحملا مؤخر نعشه سويا. 
   تحمل الحسن تكليف الامامة، ولم يفارقه الحسين طرفة عين، معه في كل حال، سنده في كل موقف . شاركه ظلم الاعداء وجهل الاصدقاء، فعاشا المحنة سويا. 
   الى ان حان موعد الفراق، واي فراق انه فراق رفيق الدرب وشقيق الروح، يرى فيه ذكرى جده وابيه وامه  

   فراق ادمى قلب سيد الشهداء، رأى اخاه  يلفظ كبده، ويأخذ الالم منه مأخذاً 

   وقبل ان تفيض روح اخيه في حجره نعاه ذاك الاخ العطوف وكأنه يرى يوم الطف ماثلا امامه واطلقها  لا يوم كيومك يا أبا عبد الله 

   مثل هذه الآلام رآها الحسين سابقا في ضلع امه المهشوم، ورأس أبيه المظلوم، فلم يكن الا متحملاً صابراً وهو ابن الرسالة والامامة، فكان كذلك بفراق اخيه السبط  

   ◼️ولكن الفاجعة كل الفاجعة يوم غارت سهام الحقد لتنتهك حرمة جثمان اخيه الطاهر المطهر بنص الاله، فكيف لنا ان نتخيل قلب سيد الشهداء، وهو يرى قلب أخيه منبتاً للسهام  

   تكالب المنقلبون على الاعقاب على منعه من مجاورة قبر جده الرسول (صلى الله عليه وآله) !! 

   ولسان المعاتب بحسرة يقول: 
   إن كان المهاجرون قد اصبحوا كالوحوش تقودهم صاحبة البغلة فيقومون باجرام قل نظيره برمي جثمان سيد شباب اهل الجنة، فاقدين بذلك كل معنى للانسانية، فاذا اصبح المهاجرون كذلك، فما بال الانصار وهم من نصر النبي، اهل المدينة الذين استقبلوا محمدا (صلى الله عليه وآله) من قبل وكانوا بخدمته، وقد سمعوا منه قوله (إن الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا.)!!! 

   هذه الغصص والمآسي كانت تلامس روح سيد الشهداء فيتخذ الصبر لها قريناً، فيربط الجأش لكنه يرخي لعينيه الدموع محزوناً لدفن اخيه، ليستعد لصباح يوم قاسٍ ليس فيه انفاس الحسن 

   فالسلام على ابي محمد الحسن الزكي يوم ولد ويوم رحل مظلوماً ويوم يبعث حياً 

   والحمد لله اولاً وآخراً وصلى الله على محمد وآله أبدا
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=148495
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 09 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28