• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : سيد الشهداء (ع)، وتكليفه الشرعي، ومداراة المعترضين .
                          • الكاتب : عبد الناصر السهلاني .

سيد الشهداء (ع)، وتكليفه الشرعي، ومداراة المعترضين

🏴 واجه الامام الحسين (عليه السلام) قبل مسيره الى العراق في المدينة ومكة عدد من المعترضين على هذا الخروج، وكان اعتراض بعضهم من المقربين له بداعي الشفقة عليه والحب له، أمثال أخيه محمد بن الحنفية، وام سلمة، وابن عباس، وكان هناك اعتراض من شخصيات اخرى ايضا مثل ابن عمر وابن الزبير، وغيرهم، ولو نظرنا الى اجابات الامام (عليه السلام) لهم لوجدنا فيها اختلافا من شخص الى آخر، حيث كان يراعي فيها حال المعترض، ( لم اذكرها اختصارا للموضوع ) ولم ينقل لنا التاريخ كلمة خشنة بدرت من الامام (عليه السلام) اتجاه هؤلاء مما يدل على مداراته (عليه السلام) لادراكاتهم، واستيعابه لحسن نوايا المقربين له، ولكنه بالمقابل يمضي على تصميمه وتكليفه الشرعي في حفظ دين الله وانقاذ الناس من الانحراف اذا حرف دينهم، وهو درس بليغ يقدمه لنا مرجع الدين والحاكم الشرعي (الامام الحسين عليه السلام) بان التكليف الشرعي الملقى على عاتقه والذي يبرأ ذمته مع خالقه (جل وعلا) هو المقدم على الآراء المخالفة مهما كثرت وتنوعت. يمضي بتكليفه وكله شفقة على المعترضين فلا يهيجهم بأذى ويصبر على ظنونهم، فالذي يتحمل مسؤولية أمة ودين ومذهب ليس كمن هو مسؤول عن نفسه او افراد عائلته.

🏴 البعض في هذا العصر يريد ان يكون مدار الاحكام الشرعية (تحليلا وتحريما) هو مزاجه الشخصي، وبعض آخر يعترض وفي ظنه انه حريص على الاسلام والناس اكثر من المراجع الاعلام، وبعض ثالث يحتج بالعقل وكأن عقل المرجع في اجازة، وهذا (العاقل) لايعلم ان مصادر التشريع عند المرجع هي (الكتاب والسنة والعقل) وقد خبرها قبل ان يولد هذا المعترض، والادهى منهم جميعا هذا الذي يريد ان يعلم المرجع كيف يفتي ويذكر له روايات وقواعد في الافتاء، وماعشت اراك الدهر عجبا.

 

🏴 الشيء الذي يغيب عن اذهان الكثير هو: ان المرجع ليس من واجباته ومهامه تبرير فتاواه او توقفاته للمكلفين فمن اراد ان يعمل برأيه فليعمل ومن لم يرد فذاك شأنه، فاما ان يثق المكلف بقدرة المرجع على استنباط الحكم ويتبعه بلا نقاش، واما ان لا يثق فاذا كان غير واثق فلماذا يطالبه بموقف، اليس ذلك غريبا ؟!! وبعبارة اخرى : اما ان تجعل المرجع واسطة بينك وبين الله لابراء ذمتك من التكاليف، واما ان لاتجعله، فلا معنى لان تعتبره مرجعا وتريده ان يرجع اليك فانه ازراء بالعقل ايما ازراء .

 

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لابنه محمّد بن الحنفية: يا بني لا تقل ما لا تعلم، بل لا تقل كلّ ما تعلم، فإنّ الله تبارك وتعالى قد فرض على جوارحك كلّها فرائض يحتجّ بها عليك يوم القيامة، ويسألك عنها وذكرها ووعظها وحذرها وأدبها ولم يتركها سدى، فقال الله عزّ وجلّ: {وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ اُولئِكَ كانَ عَنْهُ مسؤولا}

عصمنا الله تعالى واياكم من الزلل ورزقنا زيارة الحسين عليه السلام وشفاعته يوم الحساب .

والحمد لله اولاً وآخراً وصلى الله على محمد وآله أبدا

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=147537
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 08 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29