• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : كوندليزا رايس صانعة الخراب. .
                          • الكاتب : جمال العسكري .

كوندليزا رايس صانعة الخراب.

اعتاد العقل السياسي الامريكي صوغ نظرياته في السيطرة على البسيطة،ان يخضعها الى نار 🔥 هادئة جداً ويطبخها في مطابخه السياسية ومراكزه البحثية حتى تنضج تماما ثم يهتدي الى اختيار اماكن تطبيقها والطرق الملائمة، لذلك الفوضى الخلاقة" تعد من اهم المفاتيح التي انتجها العقل السياسي الأمريكي في التعامل مع قضاياه الدولية. "

على مستوى التصور فقد صيغ هذا المصطلح بعناية وتقابل رائعين، ولا يعد هذا غريبا على النخبة وصناع السياسة والقرار في هذا البلد، فحيث ان الفوضى مصطلح يشي على نحو الكلية بكافة المعاني والدلالات السلبية من هدم وتدمير وعدم استقرار واستهلاك مفرط وغياب التعليم والصناعة والزراعة وتحطيم الذات ودك الهوية،جاء الطرف الثاني بحمولة ايجابية بختزن في داخله كل التطلعات الجديدة والرغبة في التحول والانتقال من رزح الانعدام والاحباط والتواكل الى واقع جديد بكل ماتتضمنه مفردة الجدة من حمولات ايجابية.

اما على مستوى التطور التاريخي للمصطلح فلايعد التصور القائل ان هذا المصطلح نشأ على اعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي وتفرد الولايات المتحدة في العالم 🌎 تصورا صحيحاً، الحقيقة ان اول بزوغ له كان على يد ✋ المؤرخ الامريكي تاير ماهان عام 1902، وتلاه في ذلك مايكل ليدين الذي اعطاه لفظاً اخر اسماه الفوضى البناءة او التدمير البناء بالمعنى ذاته والحمولة الدلالية ذاتها.

بعد هجمات 11 ايلول 2011 تبنت الولايات المتحده تطبيق هذه النظرية رسمياً، ذلك من خلال التصريحات الرسمية في انها عازمة على أقامة شرق اوسط حديد، تلاه تصريح الخارجية الامريكية على لسان وزيرة خارجيتها السوداء كوندليزا رايس او كوندي السمراء كما يحلو للاعلام والراي العام الامريكي ان يسمبيانها،من انها ستلجأ الى نشر الفوضى الخلاقة في الدول العربية والاسلامية بهدف التحول من الدكتاتورية الى الديمقرطية.

استهدفت العراق كضحية اولى لهذا المشروع وكان الاستهداف مريعا ومرعبا في الوقت نفسه، الذي اقل مايقال فيه انه تدمير للبلاد والعباد، ففي عام 2003 احتلت العراق وعمدت الى تحطيم كل بناه التحتية، فبدأت بالمؤسسة العسكرية والأمنية فدكتها من القواعد، وتلته باللعب على اوراق السياسة لتنتج حالة سياسية قائمة على المتناقضات لايجمعها سوى المال والتعاهد على السرقة والفساد الى غير ذلك مما شهده الوضع السياسي المنفلت وعقمه عن انشاء دولة حقيقية تشعر بالوطن وقادرة على اعادته للواجهة.

اردفت النظرية الاولى بمنهج اخر لايقل سوءاً وقبحاً عن النظرية الاولى، طبقته على هذا البلد المنحوس ايضاً، وهو منهج الحرب الناعمة، مستعينة بأدواتها الاعلامية المتطورة جدا الى حد الخيال واموالها الضخمة،فتقصدت البنية الاجتماعية فهشمتها وخلعت اوصراها وصنعت جيلا معظمه لايؤمن بشئ يفتقد لكل تطلعات البناء، مخلوع المسؤولية لايعرف سوى بوبجي واخواتها، ثم عمدت الى هوية المجتمع وثقافته فميعتها وجعلتها سيالة في كل شيء في التقاليد والعادات حتى الدين جعلته محلا للنظر والسخرية من المختص وغير المختص، فلم يعد هناك ركن في هذا البلد يمكن الوثوق به، وكل ماتراه من اعمده وقباب لاتعدو كونها اوهام وخيالات.

ها نحن شهدنا الطرف الاولمن المصطلح "الفوضئ" وعشناه بكافة تفاصيله وربما اغرقنا في العيش فيه بما يفوق تصور الصانع،

والى اليوم لم تتكرم علينا كوندي واخواتها لنرى النور بتطبيق الطرف الاخر من السيناريو ولازال المشهد يعج بالفوضى ويضج بالتدمير وزواياه حافلة بالاه والويلاه.

هذا الاسترسال او هذه المقاربة ان صحت التسمية كل مضمامنيها مصرح بها رسميا والواقع يشهد لها ويصدقها ايضاً، يبقى مدى استيعابنا نحن كشعب ودولة ونخب مثقفة واساتذة لهذا الدرس وتقوية مناعتنا اتجاهه موكولا للزمن.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=147001
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 08 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29