• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : يا بيروت، ستنسين كما نسيتي من قبل(!) .
                          • الكاتب : محمد تقي الذاكري .

يا بيروت، ستنسين كما نسيتي من قبل(!)

حدث انفجار عظيم في مرفأ بيروت قال بعضهم: انفجار يصم الآذان.

هذه ليست الأولى، وربما لم تكن هي الاخيرة، على ما يبدو، فبيروت شهدت الالاف من الانفجارات التى اودت بحياة ابرياء كثيرين نُسُو، حتى ان التاريخ ايضاً نسي ان يسجل اسماءهم، والاسماء المسجلة ايضاً ذهبت ادراج الرياح بسبب قضايا سياسية ومصالح لايمكن ان تنتهي بحسب الضواهر!

مخزن مفرقعات موجود منذ ٢٠١٤ اصابه رطوبة، او انفجار شاحنة بالقرب من المخزن، او معلومات و تفاسير اخرى لايعلم مدى صحتها الا الله سبحانه وتعالى.

حالة طواريء، حداد وطني و... ليست مهمة التسميات، المهم ان الجاني، سواء كان عامداً او ساهياً، لم ولن يُسلم الى العدالة، والقضية ستغلق ضد مجهول.

هذه من ميزات لبنان الطوائف.

في بيروت بالذات القاتل بعد فترة من السجن يصبح وزيراً بامتياز كما حصل في موضوع صبرى وشاتيلا وغيرها، و كما حصل في مقتل العشرات من المسؤولين من اديان متعددة و بأساليب مختلفة، فالقاتل يشمله قانون المصالحة وليس العفو، يعني انه لم يعترف بالجريمة، لكن الملف يُغلق بالمصالحة السياسية.

فكلما نتأسف لحادثة ما، ننسى الموضوع ببوسة الخد والعفو عما سلف، والله ارحم الراحمين.

لكن الشعب اللبناني، من يكون في عونه؟

لقمة العيش الواحدة، اصبحت تُكلف المواطن باكثر من ١٠٠$، واللبناني الذي كان يعيش بعزته المعروفة، أصبحت عزته في نفسه مشكوك فيها.

لبنان، وبعد ان كان يُعد عروس الشرق الأوسط، أصبح وبفضل الحريات منطقة يتصارع فيها الجميع مستغلين الحرية والتعددية، ولذلك يجب على لبنان ان يتقبل الجميع مع مشاكلهم وطموحهم في الاستغلال والتوسعة.

الانفجار الاول كان مقدمة لانفجار اعظم هز كل بيروت، حتى الجنوب اللبناني وقبرص في الجهة الاخرى من البحر سمع صوته، وبقي السؤال عن السبب، هل هو مواد قابل للاشتعال، او سيارة ملغومة بالقرب من المستودع كان السبب في الكارثة؟

أياً كان، فالمواد ممنوعة جيء بها ترانزيت و... والشركة مملوكة لغير لبناني، ولكنها بقيت متروكة في مستودع الحكومة منذ سنة ٢٠١٤ ولم يتكلم أحد، ولا الدولة تتابع حتى حصل ماحصل.

فمن هو المسؤول:

صاحب البضاعة؟

الشركة المستوردة؟

الجهة التي أمسكت بها؟

الجهة التي حاولت ان يتناساها الجميع حتى يتم التخلص منها أو ادخالها خلسة، كما في اغلب الموارد في مثل لبنان والعراق وربما دول شرق اوسطية اخرى؟

الحكومة التى لاتملك السيطرة على الوضع الأمني والاقتصادي و...؟

المهم ان المجتمع تعلم على النسيان او التناسي!

والارواح البريئة بقرش واحد.

فبيروت الحبيبة أسيرة أطماع دول واحزاب لايهمها سلامة الناس، ولا انسانية الانسان، انما المصالح الشخصية و السياسية و.... تعلو ولايُعلى عليها، مع الأسف.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=146972
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 08 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19