• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ساقرأ ما في الذمة .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

ساقرأ ما في الذمة

 ورد في مدونات الدكتور عبد الرضا علي   مواضيع كثيرة نادرة ، والاستاذ الدكتور عمل  في الجامعات العراقية وفي صنعاء وهولندا شغل العديد من المناصب الاكاديمية ونال الكثير من الجوائز الابداعية  التقى الشاعرة نازك الملائكة في حوار نادر وجريء


 سيدتي.. ثمة اختلاف بين موقفيك في "شظايا ورماد" (1949) و"قضايا الشعر المعاصر" (1962) من قضية الشعر الحر؛ فبعد أن كنتِ تردّدين مقولة برناردشو: "اللاقاعدة هي القاعدة الذهبية" في هجومكِ على القيود والقواعد، عُدتِ إلى الميل للتقنين، والضبط، والتعقيد، ممّا جعل بعض النقاد يرى في ما انتهيتِ إليه، ارتداداً عمّا دعوتِ إليه في بداية الحركة، فما تفسيرك لذلك؟
- هذا اتهامٌ لئيم روّجهُ بعض المغرضين الذين لم يكونوا راغبين في تشخيصي لعيوب شعرهم عندما بينتها في كتابي "قضايا الشعر المعاصر" تطبيقاً. أمّا ما يخصّ التنويع فأقول: إنّ لفتات الذوق في الإنسان المبدع ليستْ ثابتة، أي أنها تتبدل وفقاً لحالتهِ المزاجية (النفسية) دون إغفالٍ لأهمية الزمن، وهذا تنشيطُ لنفس المبدع وحياته، ويمكنك الرجوع إلى مقدمة ديواني الموسوم بـ"للصلاة والثورة" المنشور سنة 1978، فستجد فيهِ تفسيراً لهذا التنوع.
 
 
  في مقدمة ديوانكِ "شظايا ورماد" هاجمتِ القافية، وعددتها حجراً تلقمهُ الطريقة القديمة كلَّ بيت، وأطلقت عليها تسمية"الإلهة المغرورة"، ورأيتِ أنها أنزلتْ بالشعر العربي خسائر لا يُحصى عددها. لكنّكِ بعد ثلاثة عشر عاماً أسفتِ لعدم عنايتكِ بالقافية كما ينبغي. وخلصتِ إلى القول إنَّ الشعر الحديث قد خسر خسارة كبيرة باطراحهِ لها، أفلا ترينَ في هذا ارتداداً عمّا بشّرت بهِ؟  
- نعم، إنني غيّرتُ رأيي في القافية. وقد كتبتُ أكثر من دراسة عن أهميتها في نفسية القارئ، ولكن أرجوك لا تسمّ ذلك ارتداداً، فأنا لستُ كذلك.
 
 
  ماذا أسميهِ إذاً؟ هل تفترضين تسميةً أخرى؟  
- (بعد لحظات) يمكنك أن تسميه خروجاً.. نعم، هو خروجٌ عن المنطلقات الأولى، وفقاً لتطورات العصر وملمحهِ الحضاري.
 
لِمَ كانت نازك الشاعرة غير ملتزمة بمنطلقات نازك الناقدة طوال أكثر من عشرين عاماً في بعض الرؤى؟
- هل لك أن تبيّنِ المقصود بـ"بعض الرؤى".
 
  مثلاً: إن الناقدة كانت لا تجيز استخدام أكثر من خمس تفعيلات في الشطر الواحد، ورأتْ أن عدد التفعيلات يجب أن يُقنَّن كي يبقى الشطر مشدوداً دون ترهل. وحين أردنا معرفة مدى صلة تلك المنطلقات التنظيرية للناقدة بشعر الشاعرة تبيّن لنا أن الشاعرة نفسها خالفت الناقدة، واستخدمت تفعيلاتٍ أكثر مما سمحت به الناقدة في الشطر الواحد!
- هل جرى ذلك فعلاً؟! وهل لك أن تُسمي بعض تلك القصائد؟ وفي أيّ ديوان؟
 
 
  لا أذكر أسماء تلك القصائد الآن، وربما سأُهاتفك لأسمِّي بعضها إن شئتِ، علماً بأن ذلك الاستعمال ورد في أكثر من ديوان!
- (بعد لحظات) ربما! ولعلَّ هذا الخروج كان بسبب توهج الحالة الشعرية، فلم ألتفتْ إليه. هل هناك رؤى أخرى في المخالفة!؟
 
 نعم. قضية الأضرب؟
- ما لها؟
 
 لم تكن الناقدةُ موافقةً على انتقال الشعراء في القصيدة الواحدة من ضربٍ إلى ما سواه، وظلّتْ تدعو إلى وحدة الضرب، ورأتْ في هذه الوحدة قانوناً جارياً في القصيدة العربية. لكن الشاعرة لم تتقيد بذلك القانون العَروضي في قصائدها الحرَّة في معظم البحور التي نظمت عليها. والأمثلة بالعشرات. فضلاً عن أن الناقدة رأتْ في تنوع أضرب خليل حاوي خروجاً على مبادئ الشعر الحر!  
- كنتُ حريصة في بداءة الحركة على جعل ضرب القصيدة موحداً. ثم وجدتُ بمرور الزّمن أن أُذني تتقبل الانتقال من الضرب الواحد إلى ما سواه من الضروب الأخرى التي أجازها الخليل في البحر الشعري، فأبحت ذلك الانتقال في شعري وقصائد غيري.
 
 أين كانت تلك الإباحة؟ أقصد في أيةِ دراسةٍ سمحتْ ناقدتنا بتنوع الأضرب؟
 - في مقدمتي للطبعة الخامسة من كتابي "قضايا الشعر المعاصر".
 
 علمت أن للناقدة كتاباً نقدياً جديداً في طريقهِ إلى الطبع، ولعلَّهُ سيرفد قضايا الشعر المعاصر، ويتواصل مع منطلقاتهِ النقدية، ويضيف إلى تلك المنطلقات رؤىً جديدة، فهل أنّ ظهورهُ سيكون قريباً؟
 - نعم، ثمة كتاب نقدي آخر أسميتهُ بـ"سيكولوجية الشعر"، نشرتُ منهُ فصلين، هما: "سيكولوجية القافية" و"الإبرة والقصيدة" في مجلة "الشعر" القاهرية، ولعلّهُ سيرى النور قريباً.
 
 نشرتِ أكثر من حوارية وقصة قصيرة، حرصتِ فيها على ذكر فضاءات الأمكنة حرصاً تاماً، وجعلت الأحداث والأزمنة ترتبط بها، بوصفها محاور الحبكة وأمكنتها المركزية، كما في قصصكِ "ياسمين" و"منحدر التل" و"قناديل لمندلي المقتولة". غير أن تسميتكِ للنهر الذي يروي مدينة "مندلي" بـ"السيبة" أوقعتكِ في الخطأ، لعدم وجود نهر بهذا الاسم في مندلي، فهل كان الخطأ مقصوداً؟
 - (تتذكر) نعم، أسميته بـ"السيبة"، وأقمتُ الأحداث حوله، فهل تأكدتَ أنَّ التسميةَ ليست صحيحة؟!
 
 
  نعم أيتها الأستاذة، لأنني راجعتُ أكثر من مصدرٍ جغرافيّ ومرجع، فتأكدَ لي أن اسم النهر هو "كنكير" و ليس "السيبة"!
 - أرجو أن توثّقِ الاسم، وتكتب لي بهذا التوثيق، لأنّ مجموعتي القصصية الموسومة بـ "الشمس التي وراء القمة" في طريقها إلى المطبعة.
 
 
 سأفعل يا سيدتي. لكِ خالص العرفان، فقد منحتني إجاباتكِ ما كنتُ أصبو إليه من حقيقة، وأبعدتِ الظنَّ عني، وقرّبتِ إليّ اليقين.
&&&&
ونشر ملاحظات مهمة خارج المتن 
 كانت نازك عند اللقاء تعاني قليلاً من ألم أو قصور في حركة يدها اليسرى، كما ارتسمت على الجهة اليسرى من فمها بقايا نقاهة من مرض ألمّ بها، وترك فيها تلك الآثار
لم يُنشر كتاب نازك "سيكولوجية الشعر" إلا سنة 1993. كما لم تظهر مجموعتها القصصية "الشمس التي وراء القمة" إلاّ سنة 2000 في القاهرة.
"لنازك أعمال خطية بقلمها لم تُنشر حتى الآن، ذات أهمية بالنسبة للدارسين، من أهمها: يومياتها في 63 دفتراً بالقطع المتوسط، وشعر في دفترين لم تنشرهُ بدعوى أنهُ من شعر الصبا والمناسبات. ثم لقاءات إذاعية وصحفية في الكويت ودمشق ومصر وبيروت وبغداد، ومجالس أدبية مع مشاهير الأدباء الذين التقت بهم في القاهرة وبرنستن. ثم ترجمة حكاية بيتر بان مع وندي، تأليف ج. م. باري بالإنجليزية بناءً على طلب البرّاق في صغرهِ. ولها أيضاً رواية بعنوان "ظلُّ على القمر" في أربعة فصول، وفي 243 صفحة، أتمنى أن يساعد الزمن على نشرها لإطلاع القراء والباحثين عليها".
&&&
زارني قبل سنوات في مقر جريدة صدى الروضتين / العتبة العباسية  المقدسة مع الاستاذ احمد  الصائغ ومجموعة من الادباء والكتاب ولم يمهلني الوقت بلقاء  . 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=146020
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 07 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28