• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : القراءة في قراطيس الغد .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

القراءة في قراطيس الغد

 الانتقال لأزمنة تاريخية سبقتك بقرون لم تألفها سابقاً، ولم تعش تفاصيلها، ولا أجواء تفكيرها العام، ستكون بالتأكيد منطلقا لمشاهدات بكر تدرك من خلالها مديات الحضور،

كل فعل هنا هو جذر لتاريخ ولأحداث تباينت حجم افعالها.
لا أريد ان اطيل عليك، فأنا لأول مرة ادخل دار الندوة الدار التي كانت تسمى دار البلوة، سمعت فوضى اربكت المكان، ودخول أبي جهل يرعد ويتوعد جعلني امام سؤال:ـ
ما القضية؟ اجابني احد الحضور دون ان ينتبه لوجودي وقال:- لقد اهانته فاطمة بنت محمد، قلت:ـ ابنة رسول الله (ص)؟ صاح بي:- صه، وإلا ذبحوك..!
سرعان ما سرى الوجوم بين الناس، ارتفع صخب أبي جهل على صمت الجميع:- أيعقل ان تعجز القوة ان تمنحنا الحصانة من آل محمد؟ فجأة دخل أبو سفيان الى دار الندوة وهو يقول:ـ ما لك يا أبا جهل، ما الذي حدث؟ اجابه أبو جهل بلغة منكسرة:ـ ايعقل ان تتجرأ طفلة صغيرة على ان تهينني، وأنا أبو جهل؟ وأين، امام دار الندوة؟ ماذا بقي من جاه وهيبة لهذه الدار؟ وكيف استطاعت طفلة ان تمتلك هذه الجرأة؟
قال أبو سفيان باهتمام: هذه المرة حدثني عن الذي جرى؟ أجابه أبو جهل:ـ كان محمد يصلي عند البيت، ونحن أمام دار الندوة، وكانت هناك فضلات نحر الجزور، فسألت القوم:ـ أيكم يقدر ان يضع فضلات الجزور على كتفي محمد اذا سجد؟ وكان المشهد مضحكا حقا، لكن الذي حدث ان جاءت فاطمة وهي تركض صوبه لترفع عنه الجزور، ثم اقبلت عليّ تهينني دون ان اقدر ان أنطق امامها بأي كلمة، كم اكرهها؟ اوه كم اكره أهلها وناسها ومحبيها؟
جلس أبو سفيان يهدئه:- لا عليك يا أبا جهل، سنردها اضعافا مضاعفة، نحن زرعنا تأويلا لغد ينمو على اشلائها. قال أبو جهل:ـ انها مجرد امنيات, من المؤكد انها نبوءات عارفة تجيد ابتزاز الامنيات، وهؤلاء جماعة محمد يكبرون ويكثرون.
صاح أبو سفيان:ـ اذا ما كبر سنكبر معه نساير هواه ودينه لنستحوذ على المستقبل, نحن من يكتب المستقبل لهذه الامة بكل السبل الممكنة وغير الممكنة، نحن نعرف كيف نقود الغد يا أبا جهل, ستكبر ابنة محمد وسيكون لها افق من الشأن والخير الوفير، سرعان ما تزحف اليها قادة الغموض المدجن بالدين والسلام، كأني اراها يا أبا جهل بعد حياة ابيها في الدار خائفة مرتعبة، ورجالنا يحيطون دارها بحطب الغل.
صاح أبو جهل:- اسرد لي بالتفصيل يا أبا سفيان، ما دمت تقرأ قراطيس المستقبل؟
قال أبو سفيان:ـ لا تعجب من قراءتي، فالسقائف أعدت لمثل هذه الثورات، سيقفون عند باب فاطمة، صاح أبو جهل: من هم؟ اجابه: أولادنا سيحملون الحطب وهم ينادون اخرجوا. سيقولون له: احذر في الدار فاطمة، ويقول صاحب الجرأة كلمته المشهورة بوجههم: و(إنْ)..! وحينها سيضرب كبيرهم بطن فاطمة، فتلقي جنينها وتحمل كسر ضلعها وفقد ولدها ومرضها حتى تموت غريبة..!
أتدري يا أبا جهل أن فاطمة ستدفن سرا بلا قبر، فصاح أبو جهل: وهل سنكون هناك؟ قال أبو سفيان: بالتأكيد نعم.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=144189
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 05 / 07
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20