• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : سؤال على المباشر.. منْ هم الخوارج؟ .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

سؤال على المباشر.. منْ هم الخوارج؟

الصحابي الحارث بن مرة العبدي:ـ بعد التحكيم الذي جرى في حرب صفين، عاد أمير المؤمنين (عليه السلام) بجيشه إلى الكوفة، وفجأة خرجت مجموعة من الجيش تعدادها أربعة آلاف، امتنعت من دخول الكوفة، وسلكت طريقاً إلى منطقة (حروراء)، واستقرت بها، وقوام هذه الفئة المتمردة كان من الفئات التي أجبرت الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) على قبول التحكيم في صفين.
وأعلنت هذه الفئة مبررات خروجها تحت شعار (لا حكم إلا لله)، ونحن لا نرضى بأن تحكم الرجال في دين الله، وقد كان قبول التحكيم منا خطيئة، ونحن الآن تُبنا ورجعنا عن ذلك، وطالبوا الإمام بالرجوع وإلا فنحن منك براء، فأوضح لهم الإمام أن الأخلاق الإسلامية تقتضي الوفاء بالعهد (الهدنة لمدة عام)، وهو ما أبرم بين المعسكرين، وقال لهم: (وَيْحَكُمْ، بعد الرضا والعهد والميثاق أرجع؟).
:ـ إذن، هم انقلبوا على رأيهم؟
الصحابي الحارث بن مرة العبدي:ـ نعم هم، وهم الخوارج (المارقون) في غيّهم، واشتد خطرهم بانضمام أعداد جديدة لمعسكرهم.
:ـ هل تبنوا مبدأ التكفير؟
الصحابي الحارث بن مرة العبدي:ـ بالتأكيد، فهم اعلنوا بشرك معسكر الإمام، ورأوا استباحة دمائهم، ولكن الإمام لم يتعرض لهم، وأعطاهم الفرصة عسى أن يعودوا إلى الرأي السديد، غير أنهم بدأوا يشكّلون خطراً حقيقياً على دولة الإمام من الداخل، وبدأ خطرهم يتعاظم عندما قتلوا الصحابي الجليل عبد الله بن خباب، وبقروا بطن زوجته وهي حامل، وقتلوا نساءً من قبيلة طيّ، ولم تكن لتنفعهم المواعظ والمواقف، ولم يتمكَّن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، من معالجة أمراضهم وانحرافاتهم، حيث تواترت عليه الحروب والتمرّدات في الجمل وصِفِّين.
أرسلني إليهم أمير المؤمنين (عليه السلام)؛ لكي أتعرف الى حقيقة الموقف غير أنهم قتلوني كذلك، فلما علم الإمام بالأمر تقدم نحوهم بجيش من منطقة الأنبار وبذل مساعيه من اجل اصلاح الموقف دون إراقة الدماء، فبعث إليهم أن يرسلوا إليه قتلة عبد الله بن الخباب، والحارث العبدي، وغيرهما.. وهو يكف عنهم ولكنهم أجابوه: أنهم كلهم قاموا بالقتل.
ثم أرسل إليهم الصحابي قيس بن سعد فوعظهم وحذّرهم، وطالبهم بالرجوع عن جواز سفك دماء المسلمين وتكفيرهم دون مبرر مقنع.
:ـ المدرسة الوهابية اليوم تعتبرهم من الصحابة؟
الصحابي الحارث بن مرة العبدي:ـ اغلب التوبيخات التي وردت في الأحاديث النبوية والضجيج الاستنكاري غير المبرر كان منهم، وحتى خروجهم كان معروفا عند النبي (ص) في نبوءة وضحت الاهداف والنتائج، رغم هذا تابع الإمام موقفه الإنساني فأرسل إليهم أبا ايوب الانصاري فوعظهم ورفع راية ونادى: مَنْ جاء تحت هذه الراية ــ ممن لم يقتل ــ فهو آمن، ومن انصرف إلى الكوفة أو المدائن فهو آمن، لا حاجة لنا به بعد أن نصيب قتلة إخواننا.
وقد نجحت المحاولة الأخيرة نجاحاً جزئياً حيث تفرق منهم اعداد كبيرة، ولم يبقَ إلا أربعة آلاف معاند قاموا بالهجوم على جيش الإمام، فأمر الإمام أصحابه بالكف عنهم حتى يبدأوا بالقتال فلما بدأوا بقتال جيش الإمام شدّ عليهم أمير المؤمنين (عليه السلام) بسيفه ذي الفقار ثم شد أصحابه فأفنوهم عن آخرهم إلا تسعة نفر فرّوا، وتحقق الظفر لراية الحق، وكان ذلك في التاسع من صفر سنة 38 هـ.
هذه قصة معركة النهروان التي سُحق فيها الخوارج الذين سبق لرسول الله (ص) أن سمّاهم بـ(المارقين) في حديث رواه أبو سعيد الخدري حيث قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: «إنّ قوماً يخرجون، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية».




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=143684
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2020 / 04 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19