• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : طبق ديمقراطية بنكهة واشنطن .
                          • الكاتب : زين احمد ال جعفر .

طبق ديمقراطية بنكهة واشنطن

ما زلنا متمسكين بالديمقراطيّة بل و نبرر أخطاءها الكارثية للانسان وليس للنظرية! اضحت مقدسة وجمهورها متطرف هذا هو جوهرها الذي لم ينطلي على الصين. 

الديمقراطية التي يقدمها لنا الغرب لباس صنع خصيصا وفق قياس قلة الوعي السياسي و ضعف الثقافة العامة للشعوب في الوقت الذي جهلت فيه المجتمعات و بالاخص العربية تجهيلا مدروسا وممنهجا ان الوعي المجتمعي هو اساس الديمقراطية و تعديل انظمة الحكم يبدأ من القاعدة وليس بتغير اليافطة! 

هيّ ليست احتلالًا فحسب ان تكون محتلا فهذا لا يعني كونك خاضِعاً راضِخاً خانِعاً لكن ان تكن دِيمقراطيّاً بذلك صرت "روبوت" متطوّر الى ابعد مما يتصوّر .. وهنا لا تكمن الكارِثة! الكارِثة في اننا لا نملك من يستطيع ان يُعيد ضبط المصنع خاصتك!! 

ولم يكن الجهل الذي يعيشه المجتمع العربي عموما وليد اللحظة و هو ما اتاح لاجهزة التثويل الامريكي المتخصصة الابداع فيه اذ انهم اوجدوا مجتمع بشري بميزات وخصائص هم يحددونها بالضبط كما يصنعون اجهزة الاستقبال مجتمعات يدير حركتها الفيس بوك ومثيلاته يفجر و يهدئ اعصابهم يغير حكوماتهم افكارهم ثوراتهم! ينسيهم يذكرهم كيفما شاء وأنّى شاء.. 

تخيل ان تبنى ثورة من خلال الفيس بوك و تستمال شبان المجتمع بشعارات رنانة يساق بها على انه الجيل الاقدر والاقوى على صناعة المستقبل بعد ان عملت قوى الاستعمار على تجريد مؤسسته التربوية و التعليمية من وظيفتها.

بيد ان الثورات كانت تعتمد على قواعد فكرية بنها لهم اهل العلم و المعرفة 

وبعد ما كانت الثورات تنشد تغيير خريطة المجتمع فكريا وسياسيا ورسم طريقة جديدة لحياة المجتمع الى جانب تغيير الحكم و استبدال الحكومة، ثورات ايديولوجية او ما يطلق عليها بثورة الفكر، اليوم اصبحت الثورات تقتصر على تغيير اسماء الحكام دون تغيير القاعدة السياسية والفكرية والثقافية مثلها كمثل تغيير سائق سيارة بسائق اخر والسيارة بلا محرك تشغيل! و من باب حدث العاقل بما لا يعقل فأن صدق فلا عقل له فهل يعقل ان تعمل امريكا على خلق انظمة ديمقراطية تؤمن بالحرية والمساواة و تحارب الفساد و الطائفية المذهبية وتعمل على ارساء الاسس السلمية المدنية في المجتمع العربي الذي يحيط بالكيان الاسرائيلي الغاصب جغرافيا و يتغلغل الكيان فيه فكريا وثقافيا حتى اسس الحاضنة الاجرامية السعودية والملحقات بها التي تمد الكيان بالمال و رجال لدفع الخطر عنه و لاشغال واضعاف المقاومة العظيمة في لبنان والعراق الرافضة للخنوع و الانبطاح المستتر خلف يافطة الديمقراطية. 

لعل سائل يسأل هل البديل الديكتاتورية ؟ واقعا ان هذا السؤال هو من صناعة الدّعاية السياسية، وعملا بتقنيّة تقييد التفكير تكون الدّيكتاتوريّة رديفها العكسي وتضادها الاوحد الدّيمقراطيّة!! 

وهذا غير صحيح بالمرة لماذا لا يتم طرح التكنوقراط بديلا وهو الحل الانجع و الاكمل و الامثل ؟

لا يمكن تطبيق الديمقراطية في مجتمعاتنا العربية بل و حتى في الكثير من المجتمعات المتقدمة اذ استحالة مساواة رأي العالم و الجاهل في صندوق الاقتراع المصيري ولا يمكن بأي شكل من الاشكال الا ان تقرر النخب مصير شعوبها وهنا نستعرض بعض الاراء بهذا الصدد ونبدأ بـ"أفلاطون" الذي يصف النظام الديمقراطي(كثير التنوع و فوضوي،ويقيم نوعا من المساواة سواء كانوا متساوين أو لا) اما "فولتير" (في قاموسه الفلسفي ان الديمقراطية تصلح لبلدان قليلة فقط.) 

و فحوى الديمقراطية هي ان الاكثرية تقرر الحقيقة، فما هي الحقيقة؟ الحقيقة من الناحية العلمية هي انطباق الفكرة مع الواقع عبر التجربة والملاحظة والاختبار.

فكيف يمكن ان تقرر الاكثرية الحقيقة؟! 

المؤسسات الموجهة نحنونا تنجز اعمالها بسرعة مقاربة لسرعة الضوء،‏ حيث الواقع الافتراضي يصنع الافكار، و ينتزع منك الحياة ، فلا يكون لك حق ولا حرية ولا فكر ولا عقيدة. 

و ترسم وتضع تلك المؤسسات الواقع للمجتمعات العربية بما يتناسب و مصالحها التي تنص في ديباجتها جهارا نهارا على حفظ أمن و سلامة الكيان الصهيوني الغاصب. 

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=140212
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 12 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28