• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : شجرة الرمان والبلبل .
                          • الكاتب : عقيل العبود .

شجرة الرمان والبلبل

  في حديقة البيت يوم كنت طالبا في الإبتدائية، كنت استمع اليه قبل ان اذهب الى المدرسة

صوته العذب كان يصل الى قلبي المتيم بحب الشمس والاشجار وتلك النخيلات التي جذوعها تصطف على شاكلة ذلك الخوص المصفوف، تلك الحاويات التي منها نأكل التمر مع اللبن.

 الصباح كل يوم يتحول الى اغنية، بها امواج نهر الفرات  ترتسم على شاكلةِ مشهد عبره أنصت الى صوت الصيادين، حيث شباكهم التي يتم فرشها في قعر الماء من الليل، املا باصطياد تلك الأسماك التي ينقلها الزورق الى الضفة الثانية من الشاطئ الجميل بغية بيعها.

البلبل مع الفجر صفيرهُ تلك التغريدات التي لم تزل في مسامعي تشدو لحنا، بقيت تتلوه روحي، التي كانت مزروعة معه مُذ تم دفنه ذات يوم تحت شجرة الرمان. 

العصافير ، زغرداتها كما هي عند شجرة السدر التي لم تنحن أغصانها رغم برد الشتاء وصفير الرياح الذي ترافقه زخات المطر.

 الناصرية انذاك منطقة أتذكرها تجتمع في أوطانها جميع الديانات، الصابئة، المسيح، اما المسلمون فلا توجد بينهم تلك المسميات.

المدرسة بيتنا الذي كنّا نأوي اليه، المعلمون، ذكرياتنا تلك المشاهد معهم، وسجل التشريفات اوراق تطرزها تلك الملاحظات.

ذات يوم من ايام شتاء قارس، البلبل الذي تم اصطياده من قبل اخي الكبير، كان قد فارق الحياة حتى رأيته كيف يلفظ انفاسه الأخيرة وهو في ذلك القفص.

 المعلم سألني عندما احس بنوبات الحزن التي كانت تحملها نظراتي التي بقيت عالقة لم يفارقها المشهد. 

اما البلبل في حينها فقد تمت مراسيم توديعه التي ما انفكت محمولة في قاع مشاعري منذ ذلك الزمان.

حيث مع ذلك الغياب، أنفاسي بقيت حية تشهد جميع الألوان التي حملتها معي منذ ذلك الحين عبر ذلك المنظر. 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=131943
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2019 / 03 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29