• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : حذار من حرب العصابات التي أعلنتها داعش .
                          • الكاتب : د . علي عبد الزهره الفحام .

حذار من حرب العصابات التي أعلنتها داعش

قبل شهر تقريباً نشر تنظيم الدولة الإسلامية ، المعروف باسم "داعش" ، إصداراً بعنوان (قهر العدا) ، من إصدارات ما تسمى ولاية كركوك، وقد تضمن  الاصدار الذي تبلغ مدته نصف ساعة تقريباً، ملامح الخطة العسكرية الجديدة للتنظيم بعد هزائمه المتكررة في العراق وسوريا، وتتسم المرحلة الجديدة بالتحول من حرب المدن التي كان فيها التنظيم كياناً ظاهراً على الأرض إلى حرب العصابات التي تعتمد على تنفيذ هجمات خاطفة انطلاقاً من مقرات سرية في الجبال أو الوديان، أو المناطق الزراعية الكثيفة، او حتى المناطق الصحراوية، مستغلين نقاط الضعف والترهل في السيطرة الأمنية على بعض الطرق الخارجية أو المقرات العسكرية أو المناطق المفتوحة ، وعرض الإصدار مقاطع فيديو لعدد من عملياته التي نفذها منذ بداية العلم الحالي، وكان من أشهرها حادثة السعدونية التي أودت بحياة العشرات من منتسبي الحشد الشعبي، وحادثة اختطاف منتسبي الشرطة الاتحادية وسرايا السلام على طريق بغداد-كركوك ، وهي الحادثة الأبرز والأخطر، وقد عرض لها الإصدار بشكل مفصل بدءاً بالتنفيذ ونصب السيطرات الوهمية واعتقال منتسبي الشرطة الاتحادية حال عودتهم من الى محافظاتهم بملابس مدنية وبدون سلاح، مروراً بعملية التحقيق معهم والتنكيل بهم، وصولاً إلى تنفيد حكم الاعدام بهم، بعضهم رمياً بالرصاص والبعض الآخر ذبحاً، في محاولة منهم لبث الرعب من جديد في الساحة العراقية .

إنني احذر من تحول طريق كركوك - بغداد إلى طريق موت جديد يحصد أرواح العراقيين، ويبث الرعب في صفوف المدنيين الأبرياء، ويشل الحركة الاقتصادية، لا سيما مع تكرار حالات الاختطاف والقتل على هذا الطريق في الأسابيع الماضية، كما نحذر من تنفيذ العدو هجمات أو "غزوات" تتسم بالنوعية والزخم العسكري الكبير، وكان التنظيم نفذ هجمات في مناطق مختلفة في محافظات كركوك ونينوى والأنبار وصلاح الدين .

الحل الوحيد بعمليات الأمن الاستباقي، والقضاء على الخلايا النائمة من خلال العمل الاستخباري، وتجفيف منابع الارهاب في التضاريس الجغرافية الصعبة، وعدم الركون إلى الاسترخاء بسبب التحسن الأمني ، وينبغي متابعة شبكات التواصل الاجتماعي، ورصد الرسائل المشفرة التي من الممكن تداولها بين بعض الناشطين، كما لا ننسى ان الاستقرار السياسي سيكون عاملاً من عوامل القوة والاستقرار، حفظ الله العراق وشعبه . 

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=121005
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 06 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29