• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : تأريخ موجز للبرلمان .
                          • الكاتب : محمد مشعل .

تأريخ موجز للبرلمان

هناك تشابه كبير بينه وبين (تاريخ موجز للزمان) عنوان الكتاب للعالم الفيزياء البريطاني ( ستيفن هوكينغ) وهو كتاب يخص علم الكون من بين كتب تبسيط العلوم والذي يستعرض فيه عددا من النظريات الكونية، والعلماء الذين أثروا مسيرة العلم، وأوجدوا تغيرا مهما في تلك المسيرة أمثال نويتين، وآينشتاين، وغيرهم.

  يؤكد لنا ( هوكنك) في كتابه أن العلم إنما هو تراكمي وليس تصادمي كما يحدث في فلك برلماناتنا العربية بشكل عام وعندنا بشكل خاص، وأن العمل الجاد والذي يحقق أهدافه إنما يكون بتتبع حلقاته بعضها ببعض، ليأتي الأخير منها ويضع يده بيد من قبله في سباق بريد للمسافات الطويلة عبر هذا الزمان الممتد منذ نشأته وحتى فناءه.

ليس الإعجاب وحده من دعاني لهذا التناص فحسب، بل لان هناك تشابها في المتن أيضا في نظرية( الثقوب السوداء) وبين ما جرى وما سيجري في أتون البرلمان منذ نشأته وحتى تحول بعض كتله إلى مرحلة الثقوب السوداء.

ولمعرفة هذا التشابه يجب أولا معرفة أن الثقب الأسود هو منطقة في الفضاء ذات كثافة مهولة تفوق غالباً مليون كتلة شمسية، وتصل الجاذبية فيها إلى مقدار لا يستطيع الضوء الإفلات منها، ولهذا تسمى ثقبا أسوداً.

وبتعبير أخر هي نجوم عملاقة فقدت طاقتها بعد مرور أزمان كانت فيه مضيئة فلم تعد كذلك وتحولت فيما بعد إلى (كتل سوداء) تجذب كل شيء يقترب منها وتبتلعه وتمحو هيأته وترجعه إلى يوم ولدته أمه،  يمكن تصور ذلك المشهد بما رسخ في أذهاننا عن (مثلث برمودا) الذي سمعنا وقرأنا أنه يبتلع السفن والطائرات التي تمر قريبا منه.

هذه الثقوب السوداء في ذاك الفضاء الكوني وفي فضائنا السياسي تتشابه من حيث الوظيفة؛ فكلاهما لم تترك الميدان بعد أفولها بل ظلت مصرة على أداء أي دور مهما كان خطره فالفكرة التي رسخت في رأسها هي (البقاء للأقوى).

ومع وجود نجوم أخرى ما زال عندها شيئ من الضياء، تريد أن تساهم في دفع هذا الظلام الحالك، يزداد خطر تلك الثقوب التي تسعى إلى توجيه كل ما تمتلك من تلك الجاذبية العظيمة لابتلاع كل من يقترب منها، ثم تتجشأ ماضيه وحاضره برمشة عين.

ولم تكتف الكتل السوداء العملاقة بذلك بل سعت إلى تحدي آخر وهو ابتلاع ثقوب سوداء عملاقة قريبة منها، برغم أن العمالقة لا أمان لهم فهم منذ زمن بعيد يمارسون الدور نفسه وقد ابتلعوا ذات يوم شعبا ووطنا ومسجدا.

ترى أي إصرار أسود يدفع تلك الكتل السوداء في فلكنا الصغير لابتلاع كل شيء يقترب منها أو ربما شعرت أنه يقف في طريقها ؟

لا أجد جوابا يراود ذاكرتي غير ما قاله سيدنا إبراهيم (عليه السلام):

(( لا أحب الآفلين)).

 


كافة التعليقات (عدد : 2)


• (1) - كتب : محمد مشعل ، في 2018/05/23 .

شكرا جزيلا عزيزي سجاد الصالحي


• (2) - كتب : سجاد الصالحي.. ، في 2018/05/22 .

مع وجود نجوم اخرى مازال عندها شيئ من الضياء
دام ضيائك ابو مصطفى مقال جدا جدا رائع استاذنا العزيز..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=119299
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 05 / 21
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28