• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : شؤون عربية .
                    • الموضوع : ونكابر... ما أوسخنا! .
                          • الكاتب : محمد السيد محسن .

ونكابر... ما أوسخنا!

حين كنا صغارًا ونقرأ عن تاريخ آبائنا وأجدادنا القريب ونسمع عن أحداث حرب 1948، والعدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وحرب 1967، ومأساة 1958 و1963 في العراق، وأحداث البقعة في الاردن، كنا نقول إنَّ آباءنا واجدادنا لم يكونوا على قدر المسؤولية في التصدي لمخططات الامبريالية العالمية التي كانت تقودها امريكا وبريطانيا وفرنسا.

وكنا نعتقد جازمين: لولا تقصير آبائنا لما كبرت غدة الكيان الصهيوني وباتت دولة اسمها اسرائيل.

وكنا نستغرب تنفيذ بعض المخططات التي تمت وباتت تداعياتها عرفا لا يمكن تغييره، وبالتالي فإنها أسست لواقع سياسي مخزي وخرائط جديدة.

وبعد أن كبرنا بدأنا نكيل الاتهامات والشتائم للحكومات التي استهدفت اليسار العربي وقوى التنوير العربي وغضت الطرف عن قوى الظلام لتنتج لنا هذا القيح المتشدد فيفتك بعضنا ببعض باسم الله والدين والمقدسات المشتركة.

وشاهدنا ثورات تبدأ بلحية "جيفارا" وتنتهي بلحية "ابو بكر البغدادي"، وشاهدنا سقوط حكومات دون ظهور أي مفكر لأية ثورة أطاحت بزعيم عربي.

وكنا نقول إن كل ما يجري يتحمله آباؤنا وأجدادنا لأنهم تراخوا في الوقوف بوجه حكوماتهم المقصرة وقتذاك.

اليوم ونحن نتابع ما يجري من انتهاكات وعدم اكتراث من القوى الدولية بأرضنا وشعوبنا نجد أنفسنا أوسخ من آبائنا وأجدادنا، وأكثر منهم ذلة.

فلم يذكر التاريخ إن عشية لقاء زعماء الدول العربية يتم قصف دولة عربية دون إذن أُممي، وكذلك دون التوصل إلى نتائج تحقيق عادل وأقصد هنا الاتهامات في قضية استخدام الكيمياوي في دوما السورية.

لماذا اختار الغرب "بريطانيا- الولايات المتحدة- فرنسا" هذا التوقيت – قبل قمة العرب بيوم واحد – ليوجهوا ضربة لبلد عربي؟

لماذا لم تستند هذه القوى الى الشرعة الدولية في معالجة قضايا العالم؟

لماذا لم تنتظر هذه الدول نتائج التحقيق الدولي الذي عكفت عليه منظمة التفتيش الدولية التي حطت رحالها في دمشق قبل ضربة سوريا بساعات فقط وهي لم تصل بعد الى موقع الحادث؟

أما السؤال الأكبر فهو: كيف نظر الزعماء العرب بعين بعضهم البعض في اجتماعهم في السعودية لمناقشة قضايا الأُمة ورائحة البارود لم تنجل بعد من سماء سوريا؟

كيف سينظر لنا آبناؤنا وأحفادنا؟

علَّ الزمان سيجود بموقف ينقذنا من اللعن لأننا لم نرحم آباءنا وأجدادنا الذين عايشوا ازمة فلسطين وغيرها من أزمات الذل العربي.

إليك يا "مظفر النواب" يامن صرخت بهم... وصرخت بنا... ما أوسخنا... ما أوسخنا....

هذي الأمة لا بد لها أن تأخذ درسًا في التخريب.

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=118041
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 04 / 16
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29