• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : البكاء رجل .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

البكاء رجل

كثيرة هي الآراء التقليدية الموروثة وفيها ما يصيب وما يخيب، ومن بين تلك التقاليد التي ورثناها النظرة السلبية لبكاء الرجل، إذ يعتبر الموروث القبلي هذا البكاء عيبا من العيوب الكبيرة التي لا تغتفر، بينما يراه من محاسن المرأة الطبيعية... وفي اتصال مع الدكتورة (أفراح عامر) أخصائية الشؤون النفسية قالت لصدى الروضتين: يرى البعض ان بكاء المرأة يتعلق بأمورها النفسية فقط، بينما هناك هرمون يُسمى (المرولاكنين) وهذا الهرمون يفرزه الجسم كرد فعل للتوترات، حيث ترتفع نسبته عند النساء، فيتسبب بالبكاء لقضايا بسيطة لحساسيته المفرطة. واتصلت صدى الروضتين أيضا بالدكتور (تحسين الشبراوي) احد الاطباء والكتاب العرب لتسأله عن البكاء هل هو فعلا دليل ضعف وعدم نضج كما يرى البعض؟ 
فأجاب: بل يُعتبر من انجح الطرق التي تؤدي الى تحسين الحالة الصحية، حيث يزيل المواد الضارة من الجسم التي يفرزها عند القلق والكآبة والحالات النفسية المتردية... واستضفنا مداخلة الدكتور (شهاب النعسان): إن من أسباب شعور الباكي براحة نفسية بعد مرحلة البكاء هو إن البكاء يُعتبر تمرينا مفيدا للحجاب الحاجز، وعضلات الصدر، والكتفين، وبعد مرحلة البكاء تعود سرعة القلب الى معدلها الطبيعي، وحينها تنعم العضلات بحالة استرخاء تام... ومن طرافة الموضوع ان بعض الزائرين ويدعى الحاج منعم عبد الكاظم (ابو زهير) من أهالي الديوانية قد ساهم في رأي غريب حيث قال: أرى أن الانسان ينظر الى مشاكله بعد البكاء برؤية أكثر وضوحا!! فأجاب الدكتور (شهاب النعسان): نعم... ويبدو ان الحاج منعم صاحب اختصاص. وتوجهنا بالسؤال إلى الدكتور (ماهر حسن الوضاح) عن مسألة كبت البكاء: هل من ضرر فيه أم هناك فائدة ترتجى منه؟ 
فأجاب: ان البكاء يؤدي الى الاحساس بالضغط والتوتر مما يسبب ازمات بالقلب، واضطرابات بالمعدة، وصداع وآلام في المفاصل... وقد عرض الحاج الزائر (ابو زهير) رأيا اكثر طرافة إذ يرى ان عمر المرأة اطول من عمر الرجل لكونها لا تتردد في اطلاق العنان لدموعها، ولا ترى في ذلك حرجا، وهذا يزيد في راحتها النفسية والجسدية... فأيده الدكتور (تحسين الشبراوي) بقوله: ان البكاء يسبب فرز مواد كيميائية لحماية العين، إضافة إلى كونه يساعد في القضاء على المواد الضارة بالجسم التي قد تسبب موت الانسان... فكان سؤال صدى الروضتين: لماذا يعد الموروث القبلي البكاء عيبا على الرجال؟ فكان الجواب: ان البكاء ليس عيبا في حد ذاته، فهناك بكاء الخشوع، كما ورد أن البكائين الخمسة هم من المقدسين الذين ذكرهم التاريخ، وبعض البكاء فضيلة حين يواسي الانسان جاره أو يرق قلبه لموقف وجداني حزين؛ ألم يبكي الحسينُ لاستشهاد مسلم بن عقيل عليهما السلام؟ ألم يبكي الحسين عليه السلام رأفة وشفقة على أعدائه؟ 
إلا أننا نرى صواب الموقف من عبرة زينب عليها السلام حينما ندبت وبكت لفقد إخوتها بالطف في كربلاء ثم تحولت الى مواجهة الردى في الكوفة، فبكاؤها في كربلاء غير بكائها بالكوفة بقولها: ما رأيت إلا خيرا... إذن فالموقف هو الذي يتحكم في علاقة العين، وهذا يعني أن العيب حين يبكي الرجال من خشية بطش السلاطين وجورهم... ودّعت صدى الروضتين محاوريها، وهي تخرج بنتيجة ان ليس كل بكاء بكاء... وما البكاء إلا رجل معتد بهيبته.
البكاء رجل
كثيرة هي الآراء التقليدية الموروثة وفيها ما يصيب وما يخيب، ومن بين تلك التقاليد التي ورثناها النظرة السلبية لبكاء الرجل، إذ يعتبر الموروث القبلي هذا البكاء عيبا من العيوب الكبيرة التي لا تغتفر، بينما يراه من محاسن المرأة الطبيعية... وفي اتصال مع الدكتورة (أفراح عامر) أخصائية الشؤون النفسية قالت لصدى الروضتين: يرى البعض ان بكاء المرأة يتعلق بأمورها النفسية فقط، بينما هناك هرمون يُسمى (المرولاكنين) وهذا الهرمون يفرزه الجسم كرد فعل للتوترات، حيث ترتفع نسبته عند النساء، فيتسبب بالبكاء لقضايا بسيطة لحساسيته المفرطة. واتصلت صدى الروضتين أيضا بالدكتور (تحسين الشبراوي) احد الاطباء والكتاب العرب لتسأله عن البكاء هل هو فعلا دليل ضعف وعدم نضج كما يرى البعض؟ 
فأجاب: بل يُعتبر من انجح الطرق التي تؤدي الى تحسين الحالة الصحية، حيث يزيل المواد الضارة من الجسم التي يفرزها عند القلق والكآبة والحالات النفسية المتردية... واستضفنا مداخلة الدكتور (شهاب النعسان): إن من أسباب شعور الباكي براحة نفسية بعد مرحلة البكاء هو إن البكاء يُعتبر تمرينا مفيدا للحجاب الحاجز، وعضلات الصدر، والكتفين، وبعد مرحلة البكاء تعود سرعة القلب الى معدلها الطبيعي، وحينها تنعم العضلات بحالة استرخاء تام... ومن طرافة الموضوع ان بعض الزائرين ويدعى الحاج منعم عبد الكاظم (ابو زهير) من أهالي الديوانية قد ساهم في رأي غريب حيث قال: أرى أن الانسان ينظر الى مشاكله بعد البكاء برؤية أكثر وضوحا!! فأجاب الدكتور (شهاب النعسان): نعم... ويبدو ان الحاج منعم صاحب اختصاص. وتوجهنا بالسؤال إلى الدكتور (ماهر حسن الوضاح) عن مسألة كبت البكاء: هل من ضرر فيه أم هناك فائدة ترتجى منه؟ 
فأجاب: ان البكاء يؤدي الى الاحساس بالضغط والتوتر مما يسبب ازمات بالقلب، واضطرابات بالمعدة، وصداع وآلام في المفاصل... وقد عرض الحاج الزائر (ابو زهير) رأيا اكثر طرافة إذ يرى ان عمر المرأة اطول من عمر الرجل لكونها لا تتردد في اطلاق العنان لدموعها، ولا ترى في ذلك حرجا، وهذا يزيد في راحتها النفسية والجسدية... فأيده الدكتور (تحسين الشبراوي) بقوله: ان البكاء يسبب فرز مواد كيميائية لحماية العين، إضافة إلى كونه يساعد في القضاء على المواد الضارة بالجسم التي قد تسبب موت الانسان... فكان سؤال صدى الروضتين: لماذا يعد الموروث القبلي البكاء عيبا على الرجال؟ فكان الجواب: ان البكاء ليس عيبا في حد ذاته، فهناك بكاء الخشوع، كما ورد أن البكائين الخمسة هم من المقدسين الذين ذكرهم التاريخ، وبعض البكاء فضيلة حين يواسي الانسان جاره أو يرق قلبه لموقف وجداني حزين؛ ألم يبكي الحسينُ لاستشهاد مسلم بن عقيل عليهما السلام؟ ألم يبكي الحسين عليه السلام رأفة وشفقة على أعدائه؟ 
إلا أننا نرى صواب الموقف من عبرة زينب عليها السلام حينما ندبت وبكت لفقد إخوتها بالطف في كربلاء ثم تحولت الى مواجهة الردى في الكوفة، فبكاؤها في كربلاء غير بكائها بالكوفة بقولها: ما رأيت إلا خيرا... إذن فالموقف هو الذي يتحكم في علاقة العين، وهذا يعني أن العيب حين يبكي الرجال من خشية بطش السلاطين وجورهم... ودّعت صدى الروضتين محاوريها، وهي تخرج بنتيجة ان ليس كل بكاء بكاء... وما البكاء إلا رجل معتد بهيبته.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=117657
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 04 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20