• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : شهادة على مسار التوثيق في ولادة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

شهادة على مسار التوثيق في ولادة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)

وقف أمامي وكأنه يعرفني ويعرف مهمتي، قال: سلام عليكم، قلت: عليكم السلام، حينها وجه فعله الأمري:ـ وثّقْ ما سأقوله لك؛ لكي تكون شهادتي معك موثقة لتاريخكم وتاريخ من سيأتي بعدكم، ثلاثة ايام وانا مسلوب الارادة، منذهل مندهش، ولذلك وقفت هنا، نعم هنا دون حراك، دون ان اتحرك من مكاني لا ابصر سوى البيت الحرام، يلهث الدمع براكين انتظار، وتلتهب الشجون في قلبي الذي شجاه الصبر. ثلاثة ايام وقت طويل، وانت تترقب يقظة الاحداث ومعك دهشة من لايصدق ما تقول، انا رأيتها بعيني وكان معي العباس بن عبد المطلب، اسألوه لو شئتم خشية أن لا تصدقوني، اسألوه هو يجيبكم عن حقيقة ما رأيناه، أرعبني المشهد كثيرا، كيف تكون حالتك وأنت ترى البيت العتيق يبتلع امرأة امام عينيك، والسيدة فاطمة بنت أسد بن هاشم، وكانت حاملة بأمير المؤمنين(عليه السلام) لتسعة أشهر، وكان يوم التمام. وقفت بإزاء البيت الحرام، وقد أخذها الطلق، رمت بطرفها نحو السماء، وقالت: أي ربّ، إنّي مؤمنة بك، وبما جاء به من عندك الرسول، وبكلّ نبيّ من أنبيائك، وبكلّ كتابٍ أنزلته، وإنّي مصدّقة بكلام جدّي إبراهيم الخليل، وإنّه بنى بيتك العتيق، فأسألك بحقّ هذا البيت ومن بناه، وبهذا المولود الذي في أحشائي والذي يكلّمني ويؤنسني بحديثه، وأنا موقنة أنّه إحدى آياتك ودلائلك لمّا يسّرت عليَّ ولادتي. ونحن نسمع كلامها بمّا تكلّمت فاطمة بنت أسد ودعت بهذا الدعاء، رأينا البيت قد انفتح من ظهره، ودخلت فاطمة فيه وغابت عن أبصارنا، ثمّ عادت الفتحة والتصقت بإذن الله (تعالى)، ركضنا نحو ستار الكعبة، رمنا أن نفتح الباب ليصل إليها بعض نسائنا، فلم ينفتح الباب، علمنا أنّ ذلك أمر من أمر الله تعالى، وبقيت فاطمة في البيت ثلاثة أيّام. قال: وأهل مكّة يتحدّثون بذلك في أفواه السكك، وتتحدّث المخدّرات في خدورهنّ. ثلاثة ايام وانا واقف هنا كالمجنون انتظر خروجها، وأنا مؤمن انها ستخرج وبين يديها وليدها، وفعلا ما ان انقضت الايام الثلاثة حتى انفتح البيت من الموضع الذي كانت دخلت فيه، خرجت فاطمة وعلي(عليه السلام) على يديها، ثمّ قالت: معاشر الناس، إنّ الله عزّ وجلّ اختارني من خلقه، وفضلّني على المختارات ممّن مضى قبلي، وقد اختار الله آسية بنت مزاحم فإنّها عبدت الله سرّاً في موضعٍ لا يجب أن يُعبد الله فيه إلّا اضطراراً، ومريم بنت عمران حيث اختارها الله، ويسّر عليها ولادة عيسى، فهزّت الجذع اليابس من النخلة في فلاة من الأرض حتّى تساقط عليها رطباً جنياً. وإنّ الله تعالى اختارني وفضّلني عليهما، وعلى كلّ من مضى قبلي من نساء العالمين؛ لأنّي ولدت في بيته العتيق، وبقيت فيه ثلاثة أيّام آكل من ثمار الجنّة وأوراقها، فلمّا أردت أن أخرج وولدي على يدي هتف بي هاتف وقال: يا فاطمة، سمّيه علياً، فأنا العليّ الأعلى، وإنّي خلقته من قدرتي، وعزّ جلالي، وقسط عدلي، واشتققت اسمه من اسمي، وأدّبته بأدبي، وفوّضت إليه أمري، ووقفته على غامض علمي، وولد في بيتي، وهو أوّل من يؤذّن فوق بيتي، ويكسر الأصنام ويرميها على وجهها، ويعظّمني ويمجّدني ويهلّلني، وهو الإمام بعد حبيبي ونبيي وخيرتي من خلقي محمّد رسولي، ووصيّه، فطوبى لمن أحبّه ونصره، والويل لمن عصاه وخذله وجحد حقّه». وبعدما ادلى بشهادته، تركني وراح يسبح يكبر باسم الله، رأيت بعض الناس مجتمعين حول الموقف، فسألتهم: من هذا الرجل؟ اجابوا: ألا عرفته، انه يزيد بن قعنب.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=117221
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 03 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29